تخطي إلى المحتوى الرئيسي

سياسة الاتزان الاستراتيجي.. كيف تدير مصر علاقاتها مع القوى الدولية المؤثرة؟

سياسة الاتزان الاستراتيجي.. كيف تدير مصر علاقاتها مع القوى الدولية المؤثرة؟
A A

الاتزان الاستراتيجي هو العنوان العريض الذي اختارته وزارة الخارجية المصرية لتوثيق مسار سيادتها الخارجية خلال العقد الأخير؛ حيث يعكس هذا الكتاب الصادر عنها رؤية دبلوماسية معمقة تتعامل مع المتغيرات الدولية بحكمة بالغة، ويسعى إلى تسليط الضوء على كيفية صياغة وتطوير المصالح الوطنية وتثبيت أركان الدولة في ظل أمواج عاتية من الاستقطاب العالمي.

أهداف كتاب الاتزان الاستراتيجي للدولة المصرية

تتمسك القاهرة بتطبيق مبادئ الاتزان الاستراتيجي في كافة تحركاتها الدولية؛ وذلك بهدف حماية أمنها القومي وضمان استقرار محيطها الإقليمي المضطرب؛ حيث يوضح الكتاب كيف نجحت الدولة في تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتنمية والبناء وتوسيع دوائر التعاون مع القوى الكبرى، ويتجلى هذا النهج في المبادئ الصارمة التي تتبعها الإدارة المصرية والتي تشمل:

  • الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول العربية وسلامتها الإقليمية.
  • رفض التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي للدول الوطنية بشكل قاطع.
  • دعم المؤسسات الوطنية لضمان استقرار الشعوب وحمايتها من التفتت.
  • تعزيز الشراكات الاقتصادية القائمة على المنفعة المتبادلة والرخاء المشترك.
  • الالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي ومبادئ المساواة بين الدول والشعوب.

رؤية الاتزان الاستراتيجي تجاه الأزمات الإقليمية

تشكل القضية الفلسطينية جوهر الاتزان الاستراتيجي المصري؛ إذ تعتبر القاهرة أن الوصول للأمن الإقليمي يبدأ من الحل العادل والشامل وفق مقررات الشرعية الدولية، وقد بذلت الدبلوماسية مجهودات مضنية في الوساطة لوقف إطلاق النار وتحقيق هدنة مستدامة، بالتوازي مع استعادة الريادة الأفريقية عبر محاور تنموية ومائية تضمن حقوق مصر التاريخية، كما يبرز الكتاب تطور مذهل في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والقوى الآسيوية الصاعدة مثل الصين والهند بناءً على مرونة حركية واسعة.

المحور الجغرافي طبيعة التوجه في الاتزان الاستراتيجي
الدول العربية دعم الاستقرار واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية
القارة الأفريقية الريادة في الاتحاد الأفريقي والشراكة التنموية المائية
الولايات المتحدة شراكة استراتيجية ممتدة وتنسيق أمني رفيع المستوى
القارة الآسيوية انفتاح اقتصادي كبير مع الصين واليابان ونمور آسيا

دور الاتزان الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب والتطوير

ربطت الدبلوماسية المصرية بين مفاهيم الاتزان الاستراتيجي والأولويات التنموية للجمهورية الجديدة عبر ترويج السفارات للمشروعات القومية وجذب الاستثمارات، وفي ملف مكافحة الإرهاب تبنت مصر نهجًا شاملًا يواجه الأفكار المتطرفة والتمويل بالتوازي مع المواجهة الأمنية، مما جعل تجربتها نموذجًا عالميًا يحتذى به في المحافل الدولية لتحقيق الأمن المستدام وبناء مستقبل أفضل للأجيال الناشئة.

تعمل الدبلوماسية كذراع اقتصادي يخدم المشروع التنموي الضخم من خلال الانخراط الفاعل في المنظمات الدولية ومؤتمرات المناخ العالمية؛ حيث تحرص الدولة على صون مقدراتها مع الانفتاح على الجميع بكرامة واستقلالية، وهذا المسار المتوازن هو ما يضمن لمصر مكانتها المحورية كركيزة أساسية للأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

مشاركة: