تتابع جمهورية مصر العربية التطورات في اليمن باهتمام بالغ انطلاقًا من دورها المحوري في حماية الأمن القومي العربي؛ حيث تعرب القاهرة عن تقديرها العميق للجهود الإقليمية المبذولة للعمل على خفض التصعيد الحالي بما يحول دون تفاقم الأوضاع الميدانية، وبما ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر والشرق الأوسط بشكل عام.
الثوابت المصرية تجاه قضية السيادة في اليمن
تؤكد الدولة المصرية مجددًا موقفها الراسخ الذي لم يتغير تجاه دعم الشرعية الدستورية وصيانة وحدة الأراضي اليمنية؛ إذ ترى القيادة السياسية أن استقرار التطورات في اليمن يبدأ من الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وصون مقدرات الشعب الشقيق بعيدًا عن أي تدخلات خارجية قد تعيق مسار التحول السلمي، وهذا الموقف ينبع من إدراك عميق لارتباط الأمن القومي المصري باستقرار الممرات المائية والملاحة الدولية التي تتأثر بشدة بالحالة الأمنية داخل الأراضي اليمنية والجوار الجغرافي.
مساعي القاهرة لتعزيز استقرار التطورات في اليمن
شهدت الساحة الدبلوماسية تحركات مكثفة لترجمة الموقف الرسمي إلى مسارات عمل فاعلة؛ حيث يبرز في هذا الصدد أهمية التنسيق العربي المشترك عبر النقاط التالية:
- دعم المبادرات التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتهدئة الأوضاع.
- الترحيب بالاتفاقات المتعلقة بملف تبادل الأسرى والمحتجزين كخطوة إنسانية لبناء الثقة.
- الدفع نحو تهيئة مناخ مواتٍ لاستئناف مسار التسوية السياسية الشاملة والمستدامة.
- تأمين حرية الملاحة الدولية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر كأولوية قصوى.
- تعزيز التعاون الثنائي بين وزارتي الخارجية في البلدين لتبادل الرؤى حول المستجدات.
تنسيق دبلوماسي مشترك لمواجهة التطورات في اليمن
تناولت المشاورات الهاتفية الأخيرة بين وزيري خارجية البلدين طبيعة المرحلة الراهنة وما تحمله من تحديات جسيمة تتطلب تكاتف الجهود العربية؛ فالمباحثات تركزت على كيفية تحويل التهدئة الحالية إلى سلام دائم ينهي معاناة الشعب اليمني، وفي هذا السياق يوضح الجدول التالي أبرز ركائز الموقف المصري الحالي:
| المحور الأساسي | التوجه المصري |
|---|---|
| المؤسسات الوطنية | ضرورة الحفاظ على تماسك وهيبة الدولة اليمنية |
| الحلول السياسية | دعم الحوار الوطني الشامل برعاية الأمم المتحدة |
تستمر مصر في تقديم كافة سبل الدعم اللوجستي والسياسي لضمان عدم خروج التطورات في اليمن عن مسارها السلمي المطلوب؛ فالقاهرة تؤمن بأن الحل العسكري لن يحقق الاستقرار الدائم، بل إن الحوار الجاد المبني على احترام السيادة الوطنية هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل مشرق يحقق تطلعات اليمنيين في التنمية والازدهار والأمان.
