تخطي إلى المحتوى الرئيسي

خطة تسليح ضخمة.. نتنياهو يحدد ملامح الاستعداد الإسرائيلي لخوض معارك المستقبل الناشئة

خطة تسليح ضخمة.. نتنياهو يحدد ملامح الاستعداد الإسرائيلي لخوض معارك المستقبل الناشئة
A A

خطة إسرائيل الضخمة للتسلح تمثل تحولاً استراتيجياً جوهرياً في بنية القدرات الدفاعية التي تسعى تل أبيب لامتلاكها خلال العقد القادم؛ إذ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نية بلاده استثمار مبالغ طائلة تتجاوز مئة وعشرة مليارات دولار لبناء صناعة عسكرية وطنية مستقلة تماماً، تهدف هذه الخطوة لتأمين التفوق النوعي في المواجهات العسكرية المقبلة من خلال تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين حتى الحلفاء المقربين وضمان استمرارية الإمداد دون قيود.

أهداف بناء خطة إسرائيل الضخمة للتسلح بشكل مستقل

تركز الرؤية الرسمية المعلنة على ضرورة توظيف العقول والقدرات التكنولوجية المحلية لتطوير أنظمة دفاعية وهجومية متطورة تتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة؛ حيث إن بناء خطة إسرائيل الضخمة للتسلح يعتمد بشكل أساسي على رفع مستوى الابتكار في الصناعات العسكرية لضمان التفوق الجوي والبري والبحري، وقد أوضح المسؤولون أن التحولات السياسية والقيود الدولية التي برزت مؤخراً فرضت الحاجة الملحة للاكتفاء الذاتي لتجنب أي نقص مفاجئ في العتاد العسكري خلال فترات الأزمات، ويظهر ذلك جلياً في النقاط التالية:

  • تقليص الاعتماد على مبيعات الأسلحة والمعدات من القوى الدولية بشكل تدريجي.
  • امتلاك القدرة على اتخاذ قرارات سياسية وعسكرية دون ضغوط خارجية مرتبطة بالإمدادات.
  • تطوير تقنيات قتالية فريدة تمنح الجيش الإسرائيلي ميزة تنافسية لا تتوفر للخصوم.
  • تعزيز المكانة الإقليمية والدولية كقوة عسكرية تكنولوجية رائدة في المنطقة.
  • تأمين خطوط إنتاج محلية تعمل بكفاءة قصوى خلال أوقات الصراعات المسلحة الطويلة.

تداعيات خطة إسرائيل الضخمة للتسلح على الموازنة الدفاعية

شهدت المخصصات المالية للدفاع زيادة مطردة في ظل التوترات المتصاعدة؛ حيث يتم توجيه نسبة كبيرة من الإنفاق العام سنوياً لخدمة أغراض التطوير العسكري واستيعاب أثر الصراعات الدائرة على مخزونات السلاح، وتعكس الأرقام المنشورة حجم الضغط على الموارد الاقتصادية مقابل الالتزام بتنفيذ مراحل خطة إسرائيل الضخمة للتسلح التي ستستغرق عشر سنوات من العمل المتواصل؛ إذ قفزت الموازنة العسكرية من حدود مليار شيكل قبل سنوات قليلة إلى مستويات قياسية لتغطية الاحتياجات الطارئة والمشاريع طويلة المدى.

البند المالي القيمة التقديرية (بليون شيكل)
إجمالي الاستثمار في التصنيع المستقل 350 مليار شيكل خلال عقد
الموازنة العسكرية لعام 2026 112 مليار شيكل تقريباً
الارتفاع المفاجئ لمصاريف 2025 من 107 إلى 163 مليار شيكل

أثر خطة إسرائيل الضخمة للتسلح في ظل العزلة الدولية

يأتي التوجه نحو الاستقلالية الدفاعية استجابةً مباشرة للضغوط والمقاطعة التي أبدتها عدة دول وصفت بأنها كانت حليفة في السابق؛ حيث ساهمت القيود المفروضة على صفقات السلاح في تسريع وتيرة العمل على خطة إسرائيل الضخمة للتسلح لتجاوز أي حصار عسكري غير معلن، وبالرغم من استمرار تدفق الدعم الفني والمالي من الولايات المتحدة في الوقت الراهن؛ فإن الاستراتيجية الجديدة تتبنى فلسفة القوة الذاتية التي ترى أن السلام والاستقرار لا يمكن تحقيقهما إلا بامتلاك ترسانة عسكرية جبارة تجعل البلاد في غنى عن الآخرين عند اشتداد الأزمات الوجودية.

تسعى القيادة السياسية من خلال خطة إسرائيل الضخمة للتسلح إلى ترسيخ مكانة بلادها كقوة رائدة عالمياً في مجالات تكنولوجية معينة؛ وذلك إيماناً بأن القوة المتفوقة هي التي تجذب الشراكات الدولية وتفرض التوازنات في الشرق الأوسط؛ حيث ينظر إلى هذه المنظومة الدفاعية الجديدة كجدار حماية يحمي المصالح القومية من أي تبدلات في السياسة الدولية المستقبلية.

مشاركة: