تليجرام هو المنصة التي تحولت في الآونة الأخيرة من وسيلة للتواصل الاجتماعي إلى ساحة خلفية لعمليات ابتزاز معقدة تستهدف الفتيات؛ حيث كشفت شهادات حية عن وجود عصابات منظمة تدير قنوات سرية مخصصة لبيع البيانات الشخصية والصور المفبركة، مما وضع عشرات الضحايا تحت ضغوط نفسية ومالية هائلة تهدد استقرار حياتهن بالكامل.
تأثير تطبيق تليجرام على زيادة معدلات الجرائم الإلكترونية
أثبتت الوقائع المرصودة أن تطبيق تليجرام بات ملاذا آمنا لعصابات الابتزاز بسبب ميزاته التي تمنح الجناة قدرة عالية على التخفي، ويشير الخبراء إلى أن خصائص التطبيق مثل الرسائل ذاتية التدمير وصعوبة التتبع الجغرافي تساهم في نمو ما يعرف بـ المجال؛ وهو المصطلح الشائع بين المبتزين للإشارة إلى شبكاتهم المغلقة التي يتم بداخلها تداول وتجارة صور الضحايا، ولقد سجلت التقارير التقنية ارتفاعا ملحوظا في الجرائم المرتبطة بهذا التطبيق بنسبة تجاوزت خمسين بالمائة خلال العام الأخير؛ مما يعكس خطورة الموقف الذي يواجهه مستخدمو المنصة في ظل غياب الرقابة الصارمة على المحتوى المتداول داخل القنوات الخاصة.
عوامل انتشار الابتزاز عبر تليجرام وسبل الحماية القانونية
تعتمد العصابات الرقمية في تشغيل هذا النظام الإجرامي على عدة أدوات تقنية ونفسية لإخضاع الضحايا، وتتنوع هذه الأساليب لتشمل ما يلي:
- استخدام الهندسة الاجتماعية لجمع المعلومات الشخصية الدقيقة عن الفتاة وعائلتها.
- تركيب الصور ومقاطع الفيديو المزيفة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
- تهديد الضحايا بنشر المحتوى المفبرك عبر منصات أخرى مثل تيك توك وفيسبوك.
- إجبار الفتيات على دفع مبالغ مالية ضخمة مقابل الوعود الزائفة بحذف الصور.
- استغلال الثغرات في إعدادات الخصوصية داخل تليجرام للحصول على أرقام الهواتف.
ويواجه المتورطون في هذه الأفعال عقوبات رادعة وفق القانون المصري، تتضمن الحبس والغرامات المالية التي قد تصل إلى مئات الآلاف، وذلك لضمان حماية حرمة الحياة الخاصة ومكافحة الجرائم التقنية.
كيف تدار عمليات الابتزاز داخل تليجرام في الوقت الحالي؟
يوضح الجدول التالي بعض النماذج المسجلة لجرائم الابتزاز التي تعرضت لها الضحايا داخل قنوات تليجرام، والتي تكشف عن حجم الجرم المرتكب وتنوع أساليب الضغط والترهيب:
| نوع الانتهاك | تفاصيل الواقعة والطلب |
|---|---|
| الابتزاز المالي | طلب مبالغ تتراوح بين ألف وستة آلاف جنيه مقابل الحذف. |
| الفبركة الإلكترونية | تركيب صور شخصية على محتوى مخل باستخدام تقنيات رقمية. |
| التشهير العائلي | نشر أخبار كاذبة عن حوادث سير لترهيب أهل الضحية وابتزازهم. |
إن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من الوعي المجتمعي بضرورة عدم الاستسلام لتهديدات المبتزين، وتعد الخطوة الأهم للضحايا هي التوجه الفوري لوحدات مكافحة جرائم تقنية المعلومات؛ إذ إن الخضوع للمبتز يؤدي إلى استمرار المسلسل الإجرامي وتكرار الوقائع وتداول البيانات الشخصية بين أفراد هذه العصابات دون توقف؛ مما يجعل الحزم القانوني هو الحل الوحيد لإنهاء هذا الكابوس الرقمي المزعج.