المنتخب التونسي يدخل التاريخ القاري من أوسع أبوابه بعد نجاحه في كسر حاجز المئة هدف في بطولات كأس الأمم الإفريقية؛ إثر الرأسية المتقنة التي سكنت شباك أوغندا في مواجهة حبست الأنفاس. هذا الإنجاز يعكس المسيرة الطويلة لنسور قرطاج في الملاعب السمراء عبر عقود من العطاء والمنافسة المستمرة مع كبار القارة.
تأثير أهداف المنتخب التونسي على خارطة الكرة الإفريقية
نجح إلياس السخيري في تدوين اسمه بحروف من ذهب عندما ارتقى عاليا ليفتتح التسجيل في الدقيقة العاشرة؛ معلنا وصول المنتخب التونسي إلى هدفه رقم مئة في تاريخ مشاركاته الرسمية بالبطولة الأغلى. لم تكن هذه الكرة مجرد نقطة في مباراة عابرة، بل كانت تتويجا لرحلة بدأت منذ سنوات طويلة وشهدت تمثيلا تونسيا مشرفا في اثنتين وعشرين نسخة مختلفة. انضمام تونس إلى نادي المئة يضعها في مرتبة سادسة تاريخية بين عمالقة القارة الذين استطاعوا هز الشباك بهذا المعدل التهديفي المرتفع؛ مما يعزز من قيمة الكرة التونسية وهويتها الهجومية في المحافل الدولية.
ترتيب المنتخبات والأرقام المصاحبة لإنجاز المنتخب التونسي
تتفاوت القوى الهجومية في القارة السمراء حيث تسيطر بعض المنتخبات على الترتيب التاريخي بفارق أهداف كبير؛ وهو ما يبرز حجم الجهد الذي بذله المنتخب التونسي للوصول إلى هذه المحطة المضيئة. يظهر الجدول التالي ترتيب القوى الست الكبرى التي تجاوزت المئة هدف في كأس الأمم:
| المنتخب القاري | عدد الأهداف المسجلة |
|---|---|
| مصر | 176 هدفا |
| كوت ديفوار | 152 هدفا |
| نيجيريا | 148 هدفا |
| الكاميرون | 147 هدفا |
| غانا | 138 هدفا |
| تونس | 100 هدف |
العوامل التي ساعدت المنتخب التونسي في الوصول للمئوية
يعتمد النجاح التهديفي الذي حققه المنتخب التونسي على استمرارية التواجد في الأدوار المتقدمة وامتلاك جيل من اللاعبين الموهوبين القادرين على استغلال الكرات الثابتة والعرضية؛ مثلما حدث في الهدف الأخير أمام المنتخب الأوغندي. هناك عدة عوامل ساهمت في تعزيز هذا الرقم التاريخي ومنها تميز المدرسة التونسية في جوانب فنية محددة:
- الانتظام في التأهل لنهائيات الكان القارية بصفة مستمرة.
- تطور المنظومة الهجومية والاعتماد على لاعبي الوسط القادمين من الخلف.
- الخبرات التراكمية المكتسبة من المشاركة في اثنتين وعشرين نسخة مختلفة.
- القدرة على حسم المباريات الافتتاحية والوصول المبكر لمرمى الخصوم.
- تحفيز اللاعبين لتحطيم الأرقام القياسية الشخصية والجماعية.
يسعى المنتخب التونسي حاليا لاستعادة ذكريات منصة التتويج التي اعتلاها عام 2004؛ مستندا إلى الحالة المعنوية المرتفعة بعد تحقيق هذا الرقم القياسي في نسخته الحالية. الطموحات التونسية لا تتوقف عند مجرد تسجيل الأهداف بل تمتد نحو تحقيق اللقب الغائب عن الخزائن منذ عقدين؛ في ظل منافسة شرسة تجري أحداثها على الأراضي المغربية.