قصى صدام حسين يمثل فصلاً محورياً في تاريخ العراق المعاصر؛ فمنذ ولادته في منتصف الستينيات وحتى اللحظات الأخيرة في الموصل، تشكلت شخصيته بعيداً عن صخب الإعلام الذي رافق شقيقه الأكبر، وقد تسلم مسؤوليات أمنية وعسكرية حساسة جعلته الرجل الثاني فعلياً في هيكل الدولة قبل سقوطها، حيث قاد قوات الحرس الجمهوري وأشرف على الملفات الاستخباراتية التي حافظت على توازن القوى داخل النظام العراقي لسنوات طويلة.
بدايات قصى صدام حسين ومسيرته السياسية
عاش قصى صدام حسين حياة اتسمت بالغموض النسبي مقارنة ببقية أفراد عائلته الحاكمة؛ فرغم ولادته في بغداد عام 1966 م وزواجه من ابنة أحد الضباط البارزين، فإنه فضل التحرك في الظلال خلف والده، وقد تخرج في كلية القانون بجامعة بغداد، مما أهله لاحقاً لتولي مناصب ارتبطت بإدارة الأزمات، ولعل أبرز ملامح شخصيته كانت قدرته على الانضباط العسكري وهواياته الشخصية المرتبطة بالصيد في المناطق الصحراوية الغربية للعراق؛ وهي تفاصيل ظلت طي الكتمان حتى بروز دوره القيادي بشكل علني قبيل الغزو الأمريكي بسنوات قليلة.
تفاصيل الموقع والاشتباك العسكري الأخير
شهد يوليو من عام 2003 م نهاية الرحلة بالنسبة إلى قصى صدام حسين وشقيقه عدى في منزل يملكه نواف الزيدان بمدينة الموصل؛ حيث حاصرت المنطقة قوة أمريكية ضخمة تجاوزت المائتي جندي مدعومين بغطاء جوي ثقيل، وقد استمرت المعركة غير المتكافئة لنحو أربع ساعات خاضها أربعة أشخاص فقط ضد أسطول من الطائرات والمدرعات، وتوضح البيانات التالية حجم العملية العسكرية التي استهدفتهم:
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| الموقع | منطقة الموصل – حي الفلاح |
| تاريخ العملية | 22 يوليو 2003 |
| الأسلحة المستخدمة | طائرات هليكوبتر وصواريخ ثقيلة |
| عدد القتلى من الجانب العراقي | 4 أشخاص بينهم طفل |
خلفيات وشروط المكافأة المالية للمخبر
ارتبط اسم قصى صدام حسين بواحدة من أكبر المكافآت المالية في التاريخ الحديث؛ حيث رصدت سلطات الاحتلال الأمريكي مبلغاً قدره ثلاثون مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على الأخوين، وهو ما دفع صاحب المنزل إلى تقديم البلاغ السري الذي كشف موقعهما، وقد جرى ترتيب خروج المخبر وعائلته لضمان سلامتهم البدنية بعد تنفيذ العملية مباشرة، وشملت الترتيبات الأمنية والمالية ما يلي:
- الحصول على كامل المكافأة المالية المرصودة للعملية.
- تأمين انتقال المخبر وزوجته وأبنائه إلى خارج العراق.
- منح العائلة فرصة لبدء حياة جديدة في الولايات المتحدة.
- توفير حماية أمنية مشددة لمنع أي عمليات انتقامية محتملة.
- تسوية الأوضاع القانونية للمشاركين في الوشاية الأمنية.
انتهت قصة قصى صدام حسين بموته إلى جانب ابنه مصطفى الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة؛ لتبدأ مرحلة جديدة من التحقيقات حول كواليس تلك الساعات العصيبة، ورغم مضي سنوات طويلة، فإن شهادات المخبرين والمسؤولين الأمريكيين لا تزال تضيف أبعاداً جديدة حول الطريقة التي تم بها اختراق الدائرة الضيقة المحيطة بأبناء الرئيس العراقي الأسبق.