مبادرة السلام في السودان تمثل حجر الزاوية في التحركات السياسية الأخيرة التي قادها رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس؛ حيث أكدت الدولة السودانية من خلالها رغبتها الأكيدة في إنهاء النزاع المسلح الذي عانت منه البلاد طويلاً وبحث سبل الاستقرار الوطني؛ معتبرة أن الوصول إلى حل سياسي شامل يتطلب تكاتف كافة القوى المحلية والدولية الصديقة لتحويل تطلعات الشعب السوداني إلى واقع ملموس يحفظ كرامة المواطن وهيبة المؤسسات القومية.
تأثير مبادرة السلام في السودان على الحراك الدولي
شهدت أروقة الأمم المتحدة في نيويورك تحولاً جذرياً في التعاطي مع الملف السوداني عقب طرح الرؤية الوطنية الجديدة؛ إذ أوضح رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي عقده فور عودته إلى بورتسودان أن مبادرة السلام في السودان قدّمها السودان كوثيقة وطنية خالصة بمجلس الأمن الدولي لتعبر عن استقلالية قراره الوطني وسيادته الكاملة؛ مشيراً إلى أن هذه الخطوة نقلت البلاد من حالة المتلقي السلبي إلى طرف مبادر يسعى لفرض السلام لا الحرب.
دور الأطراف الإقليمية في دعم مبادرة السلام في السودان
لقيت الخطوات السودانية الأخيرة ترحيباً واسعاً من دول الجوار والقوى الكبرى؛ حيث برزت أهمية الدعم المصري الذي حظيت به مبادرة السلام في السودان من خلال الإشراف المباشر والمتابعة الحثيثة لحلحلة الأزمة منذ بداياتها؛ بالإضافة إلى أدوار محورية أخرى تمثلت في لقاءات مكثفة مع الجانب التركي والمجموعة الإفريقية داخل مجلس الأمن؛ مما ساهم في بناء جبهة دبلوماسية قوية تدعم شرعية الحكومة السودانية المدنية وتؤسس لمرحلة من الشراكات الاستراتيجية الدولية.
| الجهة الداعمة | نوع الدعم المقدم للمبادرة |
|---|---|
| جمهورية مصر العربية | إشراف كامل ومتابعة دقيقة ومستمرة |
| المجموعة الإفريقية | دعم صريح ومطلق داخل مجلس الأمن |
| الجالية السودانية | ترويج قومي ودور ضاغط في المحافل |
أهداف مبادرة السلام في السودان لتحقيق الاستقرار
تستند الرؤية السودانية للسلام إلى مجموعة من الثوابت الوطنية التي تهدف إلى إنهاء المعارك الوجودية واستعادة الأمن في كافة ربوع البلاد؛ ولن يتحقق ذلك إلا بامتلاك الشعب السوداني لزمام المبادرة عبر خطوات عملية تشمل:
- تأكيد سيادة الدولة السودانية ومنع وجود أي حكومات موازية.
- تعزيز ثقافة السلام كخيار استراتيجي وثابت لدى السودان.
- تكامل الجهود الوطنية مع المبادرات الدولية الداعمة للاستقرار.
- حشد الدعم المالي والسياسي لإعادة إعمار المؤسسات المتضررة.
- إشراك القوى الأمنية والشرطية في حماية المسار السلمي.
حققت مبادرة السلام في السودان نتائج مثمرة خلال اللقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الوفود المشاركة؛ مما عكس اعترافاً دولياً واضحاً بالحكومة القائمة وقدرتها على القيادة في ظروف استثنائية؛ لتظل هذه المبادرة هي الطريق الوحيد لاستعادة التوازن السياسي والمجتمعي وبناء مستقبل يسوده الوئام بعيداً عن صراعات السلاح.