داء الكلب يعتبر المرض الفيروسي الأكثر خطورة الذي يواجه الإنسان فور تعرضه لهجوم من حيوان مصاب، فالمسألة هنا تتعلق بسباق محموم مع الزمن لمنع الفيروس من الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي؛ إذ إن التصرف الصحيح في الدقائق الأولى يمثل الفارق الوحيد بين الحياة والموت في حال كان الحيوان حاملا للعدوى فعليا.
الإجراءات الأولية عند مواجهة داء الكلب
يتطلب التعامل مع الإصابة هدوءا تاما وسرعة في تنفيذ بروتوكول التطهير الذي يبدأ بغسل مكان الجرح بالماء الجاري والصابون لمدة لا تقل عن عشر دقائق متواصلة؛ وذلك لأن بنية الفيروس الخارجية تتأثر بشدة بالمنظفات الكيميائية التي تساهم في تقليل الحمل الفيروسي بنسبة كبيرة قبل أن يتغلغل في الأنسجة العميقة، ومن الضروري تجنب خياطة الجرح تماما في الساعات الأولى إلا في الحالات الطارئة جدا لضمان عدم حبس الفيروس داخل الجسم، ثم يجب التوجه مباشرة إلى مراكز الرعاية الصحية المخصصة لتلقي الجرعات الوقائية التي تمنع داء الكلب من الانتشار.
| مستوى الإصابة | التحرك المطلوب |
|---|---|
| خدش سطحي بسيط | غسيل فوري بالماء والصابون مع استشارة طبيب |
| عضة غائرة أو جروح متعددة | تطهير عميق والتوجه للمستشفى لأخذ المصل واللقاح |
الوعي بطرق انتقال عدوى داء الكلب
لا يقتصر خطر الإصابة على العض المباشر فقط بل يمتد ليشمل عدة سلوكيات قد يغفل عنها الكثيرون في التعامل مع الحيوانات الضالة أو المشتبه في مرضها، فاللعاب هو الناقل الرئيسي للمرض ولذلك يجب الحذر من الحالات التالية:
- الخدوش الناتجة عن أظافر الحيوان التي قد تكون ملوثة بلعابه.
- وصول لعاب الحيوان إلى جرح قديم ومفتوح في جلد الإنسان.
- ملامسة مفرزات الحيوان المصاب للأغشية المخاطية مثل العين أو الفم.
- العض المباشر الذي يخترق طبقات الجلد ويصل إلى المسارات العصبية.
- الاحتكاك الوثيق بحيوانات تظهر عليها سلوكيات عدوانية غير مبررة.
فاعلية اللقاح في محاصرة داء الكلب
تعتمد النجاة من هذه المواجهة على الالتزام بجدول التطعيمات المعتمد دوليا والذي يبدأ بالجرعة الصفرية في يوم الإصابة نفسه ثم يتوالى وفق مواعيد محددة لضمان بناء مناعة قوية ضد داء الكلب؛ إذ إن تأخير اللقاح لما بعد أربع وعشرين ساعة يقلل من فرص الاستجابة المناعية المثالية خاصة إذا كانت العضة في مناطق قريبة من الرأس أو الرقبة، ومن المهم مراقبة الحيوان المتسبب في الإصابة إذا كان أليفا لمدة أسبوعين للتحقق من سلامته؛ لأن موته خلال هذه الفترة يؤكد ضرورة استكمال كامل الرحلة العلاجية دون تهاون.
تمثل الوقاية الاستباقية من داء الكلب حجر الزاوية في الصحة العامة عبر تطعيم الحيوانات المنزلية وتجنب التعامل مع الكلاب الضالة في الشوارع، فالمسؤولية مشتركة بين المجتمع والمؤسسات الصحية للحد من انتشار هذا الفيروس الفتاك الذي لا يزال يحصد الأرواح في المناطق التي تفتقر للتوعية الكافية ببروتوكولات الطوارئ الضرورية.