تخطي إلى المحتوى الرئيسي

مواكب جرارات مضيئة.. مزارعو ألمانيا يحتفلون بالعام الجديد وسط تفاعل واسع وتشبيهات مصرية

مواكب جرارات مضيئة.. مزارعو ألمانيا يحتفلون بالعام الجديد وسط تفاعل واسع وتشبيهات مصرية
A A

مزارعو ألمانيا يحتفلون بالعام الجديد بطريقة مبتكرة لفتت الأنظار عالميًا؛ إذ تحولت شوارع ولاية شمال الراين وستفاليا إلى ساحات من الضوء والبهجة عبر تزيين الآليات الزراعية الضخمة، حيث يرتدي المزارعون وعائلاتهم ثوب الاحتفال برأس السنة بأسلوب يمزج بين العراقة والرسائل السياسية الهادفة في أجواء شتوية دافئة.

تطور فكرة مزارعو ألمانيا في المناسبات العامة

بدأت حكاية هذه المسيرات المضيئة في عام 2020 حين قررت جمعية لاند سيشرت فيرسورجونج ابتكار وسيلة آمنة للتعبير عن الوجود والاحتجاج تحت رعاية القانون؛ فاجتمع مزارعو ألمانيا في خضم أزمة كورونا لإيصال صوتهم عبر الجرارات المزينة بالألوان البراقة، ومع مرور الوقت تحول هذا السلوك من مجرد تظاهرة مطلبية إلى تقليد سنوي ينتظره السكان المحليون والسياح لمشاهدة المقطورات وهي تجوب مقاطعة فيرسن، لاسيما وأن المشهد يذكر المهاجرين العرب بالأفراح الشعبية في القرى المصرية حيث تضاء المركبات وتعم الزينة كل الأركان ببهجة عفوية لافتة.

استعدادات مزارعو ألمانيا لموسم الأعياد

قبل أن تتحرك القافلة المضيئة في مساراتها المحددة يكرس مزارعو ألمانيا وقتهم لتجهيز آلاتهم من طراز جون دير وغيرها بمساعدة أطفالهم لضمان خروج العرض بأفضل صورة ممكنة؛ إذ تشمل تحضيرات الموكب النقاط التالية:

  • اختيار كابلات الإضاءة الملونة وتثبيتها بإحكام على هيكل الجرار الخارجي.
  • كتابة لافتات احتجاجية ومطالب مهنية تتعلق بالسياسات الزراعية والبيئية.
  • التنسيق مع الشرطة المحلية لفحص معايير السلامة قبل الانطلاق في المسيرة.
  • تجهيز هدايا الشوكولاتة والمجسمات الكرتونية لتوزيعها على الأطفال وكبار السن.
  • تحديد جدول زمني يمتد لأربع ساعات لضمان مرور الموكب بكافة الأحياء المستهدفة.

وتحمل هذه الفعاليات جدولًا حافلًا يتضمن تفاصيل دقيقة حول المسار والمدة الزمنية:

عنصر المشاركة التفاصيل والمواصفات
عدد الجرارات يتراوح بين 20 إلى 60 جرارًا في كل فعالية
مدة العرض تصل إلى 4 ساعات من التجول في الشوارع
أبرز المهام زيارة المستشفيات ودور الرعاية لنشر السعادة

رسائل مزارعو ألمانيا إلى المجتمع المحلي

لا تتوقف طموحات مزارعو ألمانيا عند حدود الاستعراض البصري بل يمتد الأثر ليشمل تعزيز الروابط الاجتماعية ودعم المنتج المحلي من خلال جذب انتباه المستهلكين لأهمية الأمن الغذائي؛ فالمواكب التي تقطع مسافات تصل إلى أربعين كيلومترًا تهدف أساسًا إلى تذكير الجمهور بأن الزراعة هي عصب الحياة اليومية، وبذلك ينجح المزارعون في تحويل الجرار من أداة حقلية صماء إلى وسيلة اتصال جماهيري تجمع بين البهجة والاحتجاج بذكاء شديد.

تعتبر هذه المبادرة السنوية انعكاسًا لروح الابتكار التي يتمتع بها مزارعو ألمانيا في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية؛ إذ تمكنوا من تحويل أزمة التباعد الاجتماعي إلى كرنفالات مضيئة تدعم الاقتصاد المحلي وتدخل السرور على القلوب، وتظل هذه المواكب علامة فارقة تميز احتفالاتهم بالعام الجديد وتجذب المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي حول العالم.

مشاركة: