حادث ترعة المريوطية يمثل فصلا جديدا من فصول الشهامة المصرية التي تتجلى في أصعب اللحظات وأكثرها قسوة؛ حيث تحولت ضفاف الترعة في منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة إلى مسرح لواقعة مأساوية انتهت برحيل الشاب سامح التركي، الذي لم يتردد للحظة واحدة في القفز داخل المياه العميقة لإنقاذ غرباء سقطت سيارتهم الميكروباص في النهر، تاركا خلفه سيرة عطرة وقصة تضحية نادرة ستبقى محفورة في أذهان كل من شهد الواقعة أو سمع بتفاصيلها الأليمة التي هزت وجدان أهالي المنطقة والقرى المجاورة.
تفاصيل إنسانية حول ضحايا حادث ترعة المريوطية
سجلت شهادات المقربين من الشاب الراحل ملامح إنسانية بدت واضحة في تصرفاته الأخيرة قبل وقوع حادث ترعة المريوطية بساعات قليلة؛ فقد كان الفقيد يعمل في شركة للزجاج ويتمتع بسمعة طيبة وهدوء ملحوظ بين زملائه، ويروي صديقه المقرب حسن سليم أن آخر لقاء جمعهما كان يتسم بالود والوعود بلقاءات مستقبلية لم يكتب لها القدر أن تتحقق، إذ غادر سامح الحياة وهو يحاول منحها للآخرين، مكررا مواقفه النبيلة التي اعتاد عليها الجميع طوال سنوات عمره الخمسة والثلاثين، والتي كانت تشير دائما إلى معدنه الأصيل وتفانيه في خدمة من حوله دون انتظار مقابل.
مواقف الشجاعة المرتبطة بضحايا حادث ترعة المريوطية
لم تكن تلك المرة الأولى التي يظهر فيها سامح شجاعة استثنائية قبل وقوع حادث ترعة المريوطية؛ حيث استرجع المحيطون به مواقف سابقة أثبتت جدارته بلقب شهيد الشهامة، ومن أبرز تلك المواقف ما يلي:
- تدخله السريع لإخماد حريق اندلع في إحدى السيارات على الطريق السريع.
- استخدامه لمعدات الشركة التي يعمل بها من أجل إنقاذ ممتلكات المواطنين.
- حرصه الدائم على تقديم يد العون للمارة في الحالات الطارئة.
- توقفه المتكرر لمساعدة أصحاب السيارات المتعطلة رغم انشغاله بعمله.
- تضحيته الأخيرة بحياته فور رؤيته لنداءات الاستغاثة على ضفاف النهر.
بيانات إحصائية حول موقع حادث ترعة المريوطية الأخير
تشير التحقيقات الأولية وشهادات العيان إلى أن الحادث وقع نتيجة اختلال عجلة القيادة، مما أدى إلى سقوط المركبة في المجرى المائي وسقوط عدد من الضحايا والمصابين وفق الجدول التالي:
| بيان الحادث | التفاصيل المسجلة |
|---|---|
| عدد الوفيات الإجمالي | ثلاثة أشخاص بينهم المنقذ |
| موقع السقوط | ترعة المريوطية بمنطقة البدرشين |
| نوع المركبة | سيارة ميكروباص أجرة |
| سبب الوفاة الرئيسي | إسفكسيا الغرق أثناء محاولات الإنقاذ |
تظل سيرة سامح التركي شاهدة على أن النبل الإنساني لا يتوقف عند حدود المعرفة الشخصية، بل هو غريزة تدفع الصادقين لتقديم أرواحهم فداء للآخرين. لقد تحول حادث ترعة المريوطية من مجرد واقعة مرورية أليمة إلى ملحمة كفاح جسدت أسمى عاني الفداء، لتظل ذكراه باقية وصورة بطولته مصدر فخر وإلهام لكل من يبحث عن معاني الرجولة الحقيقية والشهامة الأصيلة.