عدد ساعات النوم تؤثر بشكل مباشر وجذري على جودة حياتنا البدنية ومعدلات حركتنا التي نمارسها يوميًا في العمل أو المنزل؛ حيث تظهر الدراسات الحديثة وجود ترابط وثيق بين الفترات التي يقضيها الإنسان في السرير وبين قدرته على تحقيق معدلات المشي المطلوبة لتعزيز صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة بفعالية.
العلاقة بين عدد ساعات النوم والنشاط البدني
كشفت نتائج البحث الذي أجراه علماء في جامعة فليندرز الاسترالية أن الأفراد الذين يحصلون على فترات راحة ليلية تتراوح بين ست إلى سبع ساعات هم الأكثر قدرة على تسجيل أعلى معدلات حركة يومية؛ إذ شملت الدراسة مراقبة دقيقة لأجهزة تتبع اللياقة البدنية والارتباط البيولوجي بين الراحة والجهد المبذول لاحقًا. وأظهرت البيانات التي جُمعت من آلاف المشاركين أن هناك منحنى يوضح انخفاض النشاط في حالتين متناقضتين تمامًا وهما قلة النوم الحادة التي تقل عن ست ساعات أو الإفراط في الراحة الذي يتجاوز ثماني ساعات؛ مما يشير إلى أن التوازن في عدد ساعات النوم يمثل المحرك الأساسي للطاقة الجسدية والرغبة في ممارسة المشي أو الرياضة.
جودة عدد ساعات النوم وتأثيرها الصحي
إن تدني مستويات الحركة الناتجة عن اضطراب عدد ساعات النوم لا يتوقف ضرره عند الشعور بالخمول فحسب؛ بل يمتد ليشكل خطورة حقيقية على السلامة الجسدية العامة بسبب ارتباط الخمول بأمراض السمنة والالتهابات المزمنة. وتشير الأوراق البحثية المنشورة في مجلات علمية متخصصة إلى أن الفرد يحتاج لمواجهة تحديات الحياة اليومية عبر تنظيم مخرجاته البدنية المرتبطة بالنقاط التالية:
- الحفاظ على معدل مشي يومي يقترب من ثمانية آلاف خطوة لتقليل خطر الوفاة المبكرة.
- تجنب السلوك الخامل الذي يقل فيه عدد الخطوات عن خمسة آلاف خطوة يوميًا.
- مراقبة مؤشر كتلة الجسم خاصة لمن يعانون من زيادة الوزن بسب تأثيره على الحركة.
- إدراك أن كبار السن فوق الستين عامًا هم الأكثر تأثرًا بقلة النشاط الناتجة عن السهر.
- الالتزام بفترات راحة منتظمة لتعزيز كفاءة الجهاز الدوري والتنفسي في الأيام التالية.
تحديات تحقيق عدد ساعات النوم والخطوات المطلوبة
توضح الإحصائيات الواردة في الدراسة وجود فجوة كبيرة بين التوصيات الطبية والممارسات الواقعية للبشر في مختلف دول العالم؛ حيث استطاع نسبة ضئيلة فقط من الناس الجمع بين الراحة الكافية والنشاط المطلوب.
| الفئة المستهدفة | السلوك المرصود |
|---|---|
| المحققون للمعايير الصحية | ينامون 7-9 ساعات مع 8000 خطوة يوميًا. |
| الفئات المعرضة للخطر | أقل من 7 ساعات نوم وأقل من 5000 خطوة. |
| كبار السن والسمنة المفرطة | صعوبة بالغة في تحقيق معدلات الحركة المرتفعة. |
يؤكد الباحثون أن قلة عدد ساعات النوم تعتبر عائقًا ذهنيًا وجسديًا يمنع الإنسان من ممارسة أبسط النشاطات مثل المشي السريع؛ مما يعني أن تحسين جودة الاسترخاء الليلي يجب أن يسبق أي خطة رياضية لضمان استمراريتها ونجاحها في تحسين وظائف الجسم والوقاية من الاكتئاب وتدهور الحالة النفسية والمزاجية.