تخطي إلى المحتوى الرئيسي

فتوى دار الإفتاء.. هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا خلال شهر رجب؟

فتوى دار الإفتاء.. هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا خلال شهر رجب؟
A A

حكم صيام يوم الجمعة منفردا يتصدر اهتمامات المسلمين الراغبين في نيل الثواب خلال الأشهر المباركة؛ حيث بينت الجهات الفقهية الرسمية القواعد المنظمة لهذه العبادة منعا للوقوع في المحظور أو الكراهة الشرعية التي نص عليها جمهور الفقهاء في المذاهب المعتمدة؛ مع مراعاة الظروف المستثناة التي تجيز للمسلم الصوم دون كراهة؛ خاصة إذا وافق ذلك عادة كانت ثابتة للمؤمن أو صيام نذر واجب عليه أداؤه.

تعدد آراء المذاهب حول حكم صيام يوم الجمعة منفردا

يرى جمهور الفقهاء في المذاهب الحنفية والشافعية والحنابلة أن تخصيص يوم الجمعة وحده بالصوم يقع في دائرة الكراهة؛ وقد استند أئمة الحنفية في هذا الرأي إلى معتمد المذهب الذي ذكره الإمام الشرنبلالي وابن عابدين؛ بينما اشترط الشافعية زوال هذه الكراهة بوجود سبب شرعي كالنذر أو القضاء أو موافقة يوم اعتاد الشخص صومه؛ وفي مقابل ذلك تميز المذهب المالكي بموقف مغاير يرى إباحة هذا الفعل دون كراهة؛ وهو ما نقله ابن عرفة عن الإمام مالك في مختصراته الفقهية؛ مما يوسع دائرة الفهم لمسألة حكم صيام يوم الجمعة منفردا في ضوء اجتهادات الأئمة الأربعة.

تأثير السنة النبوية على حكم صيام يوم الجمعة منفردا

تستمد الأحكام الشرعية قوتها من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ نهى بوضوح عن إفراد يوم الجمعة بالصيام إلا في حالة وصله بيوم قبله أو بعده؛ وقد نقل هذا النهي كبار الصحابة مثل أبي هريرة وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم؛ ليضعوا بذلك قاعدة واضحة لمسألة حكم صيام يوم الجمعة منفردا في الممارسة العملية؛ ويوضح علماء الحديث أن هذا النهي لا يشمل الحالات التالية:

  • من اعتاد صيام يوم وإفطار يوم آخر بانتظام.
  • صيام نذر محدد وقع في هذا اليوم دون قصد الإفراد.
  • اتفاق يوم الجمعة مع أيام مباركة أخرى مثل يوم عرفة أو عاشوراء.
  • صيام القضاء الواجب على المسلم قبل دخول رمضان القادم.
  • وصل يوم الجمعة بصيام الخميس أو السبت تبعا للسنة.

منزلة الأشهر الحرم وعلاقتها بـ حكم صيام يوم الجمعة منفردا

ترتبط تساؤلات الناس بمدى خصوصية الأشهر العظمى ومنها شهر رجب الذي يعد من الأشهر الحرم؛ حيث يعظم الله فيها الأجر وينهى عن الظلم لقوله تعالى في كتابه العزيز فلا تظلموا فيهن أنفسكم؛ ومع ذلك يؤكد المحققون أن هذا الشهر لا يختص بعبادات معينة لم ترد في السنة ليبقى حكم صيام يوم الجمعة منفردا فيه خاضعا لنفس الضوابط العامة المطبقة في سائر شهور العام؛ فلا توجد مزية شرعية لتخصيص أيامه بصلوات أو صيام لم يثبت عن السلف الصالح.

المذهب الفقهي الموقف من حكم صيام يوم الجمعة منفردا
الجمهور (حنفية، شافعية، حنابلة) مكروه إلا لسبب أو عادة أو وصل.
المالكية مباح وجائز شرعًا دون كراهة.

تظل المشورة الدينية المبنية على الأدلة الصحيحة هي المرجع للمسلم في عباداته؛ وبذلك يتضح أن منع الإفراد يهدف لعدم الخلط بين الفرائض والنوافل وللحفاظ على خصوصية يوم الجمعة كعيد أسبوعي للمسلمين؛ حيث توضع هذه الضوابط لتنظيم العبادة وتحصيل الأجر الأكمل وفق الهدي النبوي المستمر في حياة الأمة.

مشاركة: