المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض الانسحاب من حضرموت والمهرة، ويمضي في السيطرة على نفط اليمن رغم الضغوط الخليجية، ما يشكل انشقاقاً خطيراً في التحالف العربي ويعيد ترسيم الخريطة السياسية في المنطقة. مع تصاعد الأزمة، يتجه اليمن نحو مشهد جديد يعيد اختبارات الوحدة التي لم تدم سوى 34 عاماً، وسط تحذيرات من أن الأربعين ساعة القادمة قد تشهد أعنف صراعات التحالف الخليجي.
المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض الانسحاب ويثبت السيطرة على نفط اليمن
شهدت عدن لقاءً حاداً جمع وفداً سعودياً إماراتياً رفيع المستوى مع زعيم المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الذي أكد تمسك المجلس بمكاسبه في حضرموت والمهرة، خاصة بعد السيطرة على الحقول النفطية الحيوية. المصدر في الانتقالي أوضح أن المجلس لن يتنازل عن دوره في طرد الجماعات الإسلامية ووقف شبكات التهريب التي تنخر في أمن المنطقة، مشدداً على أن السيطرة على نفط اليمن تشكل ركيزة استراتيجية لا يمكن التفاوض حولها. العقيد سالم باوزير، القادم من المهرة، علق بأن القرار يهدف لحماية مناطقهم من تجارة التهريب والحفاظ على مكتسبات الأمن والاستقرار.
جذور الصراع التاريخية والتحالف العربي بين السعودية والإمارات في وجه المجلس الانتقالي
الصراع المستجد يعيد إلى الذاكرة انقسام اليمن القديم الذي سبقه استقلال الجنوب كجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة في عام 1990، إذ يمثل النفوذ الإقليمي بين السعودية والإمارات أحد عوامل التعقيد المصاحبة لنزاع اليمن الحالي، إلى جانب الصراع مع الحوثيين المدعومين من إيران. الخبير اليمني ناصر الكثيري يشبه المشهد الحالي بانقسام ألمانيا الشرقية والغربية لكنه محمل بتعقيدات قبلية ومذهبية أعمق، بينما تصف الصحفية فاطمة السعدي أجواء جلسات التفاوض في عدن بالصمت المريب والتوتر الشديد داخل الغرف الفخمة، ما يعكس عمق الأزمة القائمة.
اتساع سيطرة المجلس الانتقالي وتأثيرها على خريطة النفوذ واقتصاد اليمن
امتدت قوة المجلس الانتقالي سريعاً في ظل سيطرة واسعة على محافظة حضرموت، بما في ذلك مدينة سيئون والحقول النفطية المجاورة للسعودية، حيث يغلف عبق النفط وجفاف الصحراء مشهداً دالا على النزاع حول الثروات الطبيعية. يروي أحمد المحضار، مزارع من سيئون، فقدانه لمزرعته نتيجة التوترات الأمنية وتصاعد الانفلات، فيما أعلنت قيادات محلية في المهرة انضمامها للتحالف الجديد، ما يعد تهديداً مباشراً لتوازنات النفوذ الاقتصادي والتجاري في المنطقة. هذا التوسع يقدم فرص استثمارية واعدة لقطاع الطاقة، لكنه يرفع من مخاطر عدم الاستقرار الأمني التي قد تؤدي إلى توترات أكبر.
- رفض الانسحاب من مكاسب حضرموت والمهرة
- السيطرة على الحقول النفطية الاستراتيجية
- انعكاسات التوترات على التجارة مع عمان
- احتمالات تحول التحالفات الإقليمية وأزمة التحالف الخليجي
المشهد الراهن يظهر بوضوح العداء المتصاعد بين الإمارات والسعودية داخل التحالف العربي، حيث تتحدى الإمارات بوضوح الأوامر السعودية عبر حليفها المحلي المجلس الانتقالي. الاحتمالات أمام اليمن تتراوح بين صيغة فيدرالية تحافظ على وحدة البلاد المتزعزعة، أو اندلاع حرب أهلية عميقة تدفع نحو انفصال الجنوب مجدداً. هذه اللحظات الفاصلة قد تحدد مستقبل اليمن إقليمياً وسياسياً، مما يجعل مصير الدولة الموحدة على المحك ومفتاح تأثيره يمتد إلى قلب السياسة في الشرق الأوسط بشكل أكبر.