تخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلوكيات غير متوقعة.. دراسة تكشف نسب استخدام الأمريكيين للهاتف في أماكن خاصة ومنوعة

سلوكيات غير متوقعة.. دراسة تكشف نسب استخدام الأمريكيين للهاتف في أماكن خاصة ومنوعة
A A

استخدام الهواتف الذكية بات يمثل ظاهرة اجتماعية متغلغلة في عمق الحياة اليومية للمجتمع الأمريكي؛ إذ لم يعد الجهاز مجرد وسيلة اتصال عابرة بل صار رفيقًا ملازمًا للفرد من لحظة استيقاظه حتى منامه، وهو ما تعكسه الأرقام التي تظهر تحولًا جذريًا في السلوك البشري تجاه التكنولوجيا الرقمية.

تأثير معدل استخدام الهواتف الذكية على الروتين اليومي

كشفت البيانات الحديثة أن المواطن الأمريكي يصل إلى هاتفه بمعدل مذهل يبلغ مائة وستة وثمانين مرة خلال اليوم الواحد؛ وهو ما يعني عمليًا أن استخدام الهواتف الذكية يتكرر بمتوسط ثماني مرات تقريبًا في الساعة الواحدة على مدار اليوم بالكامل، وفي حال استبعاد ساعات النوم التي تقدر بست ساعات؛ فإن وتيرة هذا السلوك تتسارع لتصل إلى أكثر من عشر مرات في كل ساعة استيقاظ؛ مما يشير إلى ارتباط ذهني وعضلي وثيق بهذه الأجهزة تتجاوز مجرد الحاجة إلى تصفح التطبيقات أو إجراء المكالمات التقليدية الضرورية.

دوافع استخدام الهواتف الذكية فور الاستيقاظ

تتضح ملامح السيطرة التقنية حين ندرك أن الغالبية العظمى من الأفراد والذين يمثلون أربعة وثمانين بالمائة يبدأون يومهم بملامسة الشاشات قبل القيام بأي نشاط بدني آخر؛ حيث إن استخدام الهواتف الذكية في الدقائق العشر الأولى بعد الاستيقاظ أصبح طقسًا صباحيًا أساسيًا يتقدم على وجبة الإفطار أو الاستعداد للعمل، وهذا الاندفاع نحو العالم الرقمي في اللحظات الأولى من الوعي يعزز فكرة أن الجهاز أصبح امتدادًا للحواس الشخصية ومصدرًا أوليًا لتلقي المعلومات والتفاعل مع المحيط الخارجي.

توزع أنماط استخدام الهواتف الذكية في الأماكن الخاصة والعامة

لم تترك التقنية مساحة للخصوصية أو الصمت دون تدخل مباشر؛ إذ يظهر الجدول التالي نسب تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم في ظروف متباينة تعكس مدى الانتشار:

الموقف أو المكان نسبة استخدام الجهاز
أثناء مشاهدة التلفاز 87%
خلال ساعات العمل الرسمية 72%
داخل دورات المياه 68%
أثناء تناول وجبة العشاء 56%

نمو الاعتماد على استخدام الهواتف الذكية بدل التواصل الحي

تشير الإحصائيات إلى تراجع ملحوظ في جودة التواصل الإنساني المباشر نتيجة طغيان الرقمي على الواقعي؛ حيث يفضل واحد وستون بالمائة من الأشخاص إرسال الرسائل النصية لشريك في نفس الغرفة بدلًا من الحديث الشفهي معه، كما تتعدد مظاهر هذا الاعتماد من خلال القائمة التالية:

  • استخدام الجهاز أثناء القيادة بنسبة تسعة وعشرين بالمائة مما يهدد السلامة.
  • تصفح التطبيقات خلال المواعيد الغرامية بنسبة تصل إلى أربعين بالمائة.
  • الشعور بالذعر عند انخفاض شحن البطارية لأقل من عشرين بالمائة.
  • عدم القدرة على الابتعاد عن الجهاز لأكثر من يوم كامل لدى نصف المجتمع.
  • الإحساس بعدم الارتياح عند نسيان الجهاز في المنزل لدى ثلاثة أرباع المستخدمين.

تؤكد هذه التحولات أن وتيرة استخدام الهواتف الذكية أحدثت تغييرًا في المفاهيم النفسية والاجتماعية؛ فالتوتر المرتبط بفقدان الاتصال أو قرب نفاذ الطاقة يعبر عن حالة من التعلق الرقمي التي تجاوزت الوظيفة التقنية للجهاز، لتدخل في سياق الارتباط العاطفي الذي يعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها البشر مع أنفسهم ومع الآخرين في عالم دائم الاتصال.

مشاركة: