الهواتف القابلة للطي لا تزال تواجه تحديات حقيقية في كسب ثقة المستهلكين رغم مرور سنوات طويلة على ابتكارها وتطويرها؛ إذ تسعى سامسونغ جاهدة عبر إصداراتها الأخيرة لعام 2025 إلى سد الفجوة بين التقنيات النخبوية والانتشار التجاري الواسع وسط منافسة شرسة مع شركات صينية طموحة بدأت تستحوذ على حصص سوقية مؤثرة تدريجيا.
طرح موديلات الهواتف القابلة للطي في الأسواق
تخطط سامسونغ لإحداث طفرة تقنية من خلال إطلاق هاتف غالاكسي زد تراي فولد الذي يتميز بتصميم فريد يضم شاشتين ونقطتي طي بسعر يقارب 2500 دولار؛ وهو مبلغ ضخم يوازي قيمة هاتفين ذكيين من الفئة الرائدة مما يجعل امتلاكه مقتصرا على فئة محددة تبحث عن التباهي بالتقنيات الحديثة. تعود جذور هذه الفئة الناشئة إلى تجارب بدأت بها شركة هواوي سابقا لتوفير جهاز يجمع بين قدرات الهاتف والتابلت في وقت واحد؛ وهو ما يعكس رغبة الشركات في توفير شاشات عريضة لمشاهدة الفيديو والعمل المكتبي بتجربة أكثر مرونة؛ لكن البيانات الصادرة عن مؤسسات الأبحاث التقنية تؤكد أن مبيعات الهواتف القابلة للطي لا تزال تشكل أقل من 2% من إجمالي سوق الهواتف العالمي؛ مما يضع ضغوطا كبيرة على المصنعين لتحسين الجودة وخفض التكاليف قبل دخول منافسين جدد مثل أبل المتوقع إطلاقها أول آيفون مطوي في عام 2026.
تحديات التصميم في الهواتف القابلة للطي الجديدة
رغم المتانة التي أظهرتها المفصلات الحديثة في هاتف سامسونغ الجديد والقدرة على تجنب الفراغات عند الإغلاق؛ إلا أن الجهاز يعاني من عيوب هندسية تمثلت في وحدة الكاميرا الضخمة التي تسببت في اختلال توازن الهاتف وثقله عند الاستخدام الطويل على الأسطح المستوية. تبرز أهم ملامح التصميم الفنية في النقاط التالية:
- الاعتماد على آلية طي تشبه المحفظة لتقسيم الشاشة الكبيرة لثلاثة أجزاء.
- إرسال تنبيهات اهتزازية ومرئية للمستخدم عند محاولة طي الجهاز بشكل خاطئ.
- توفير شاشة داخلية بمقاس 10 بوصات تدعم تعدد المهام بشكل واسع.
- تحقيق مستوى نحافة عالٍ في هيكل الجهاز رغم تعقيد المكونات الداخلية.
- استخدام مادة صلبة للمفصلات تمنح شعورا بالاستقرار أثناء الفتح والإغلاق.
مقارنة مواصفات الهواتف القابلة للطي والمنافسين
تواجه سامسونغ انتقادات تتعلق بجودة الكاميرات في ظروف الإضاءة الضعيفة مقارنة بهواتف أندرويد التقليدية، كما أن سعة البطارية تظل دون المأمول لدعم شاشة بهذا الحجم العملاق وتطبيقات تستهلك طاقة كبيرة. يبين الجدول التالي مقارنة سريعة لبعض الميزات:
| الميزة التقنية | هاتف غالاكسي زد تراي فولد | المنافسون (أوبو وهواوي) |
|---|---|---|
| سعة البطارية | 5600 مللي أمبير | تصل إلى 7500 مللي أمبير |
| سرعة الشحن السلكي | 45 واط | تتجاوز 65 واط في أغلب الموديلات |
| وضوح خطوط الطي | ملحوظة بشكل واضح | أكثر انسيابية في بعض الإصدارات |
مستقبل البرمجيات في الهواتف القابلة للطي
الابتكار لم يتوقف عند العتاد فقط بل شمل تحسينات برمجية لتوفير واجهة مستخدم تشبه الحاسوب من خلال نظام ديكس المعدل الذي يسمح بتشغيل عدة نوافذ في آن واحد؛ ومع ذلك لا تزال هناك عقبات برمجية تتعلق بتوافق التطبيقات الشهيرة مثل إنستغرام مع أبعاد الشاشة الداخلية غير التقليدية. يبدو أن تطوير الهواتف القابلة للطي يتطلب تعاونا أكبر مع مطوري التطبيقات لضمان انتقال سلس للمحتوى بين وضعيات الطي المختلفة؛ ومن المتوقع أن تلعب منصة أندرويد دورا محوريا في توحيد معايير العرض لتشجيع المستخدمين على الانتقال لهذه الفئة التي لا تزال تبحث عن هويتها الكاملة وسط زخم الهواتف التقليدية ذات الأسعار المعقولة.
تظل تجربة استخدام الهواتف القابلة للطي مرتبطة بقدرة الشركات على حل مشكلة الانعكاسات الضوئية على الشاشة وتحسين كفاءة البطارية؛ فالجمهور ينتظر أجهزة عملية لا تتطلب تنازلات في جودة التصوير أو استدامة الطاقة مقابل الحصول على شاشة واسعة. إن نجاح هذه الفئة مستقبلا يعتمد بشكل أساسي على موازنة السعر مع الأداء التقني الفعلي بعيدا عن استعراض القدرات الهندسية المعقدة.