وكالة ناسا تبحث عن عقول المبتكرين حول العالم لتقديم حلول جذرية تنهي أزمة تراكم النفايات في الفضاء؛ حيث أعلنت الوكالة الأمريكية عن جائزة مالية ضخمة تصل قيمتها إلى ثلاثة ملايين دولار لمن ينجح في ابتكار نظام فعال لإعادة التدوير على سطح القمر، بهدف تعزيز استدامة الوجود البشري لفترات طويلة بعيدًا عن كوكب الأرض.
تحديات وكالة ناسا التقنية في البيئة القمرية
تسعى وكالة ناسا من خلال هذا التحدي العالمي إلى معالجة النفايات غير الأيضية التي تنتجها البعثات الفضائية؛ إذ يتضمن المشروع مرحلتين رئيسيتين تركز الأولى على التصميم النظري بينما تستهدف الثانية تطوير نماذج فيزيائية قادرة على العمل بكفاءة عالية في ظروف الجاذبية المنخفضة، كما تطمح الوكالة إلى أن تساهم هذه التقنيات في تحسين جودة الحياة على كوكبنا عبر تقليل الانبعاثات السامة المنبعثة من المصانع التقليدية؛ علمًا بأن باب التقديم سيظل مفتوحًا أمام المشاركين حتى مطلع عام 2026 تمهيدًا لإعلان قائمة المتأهلين للمرحلة النهائية في فبراير من العام ذاته.
كيف تساهم وكالة ناسا في تدوير الموارد الفضائية؟
لا تتوقف رؤية وكالة ناسا عند مجرد التخلص من المهملات بل تمتد إلى ابتكار أساليب تكنولوجية تحول النفايات إلى مواد بناء صلبة أو أدوات تقنية وقطع غيار تدعم معيشة رواد الفضاء اليومية؛ فالبيئة القمرية لا تسمح بتطبيق الأساليب الأرضية المعتادة بسبب ندرة الموارد والظروف المناخية القاسية التي تتطلب حلولًا خارج الصندوق، ويلفت الخبراء الانتباه إلى أهمية هذا التوجه في تأمين استقلالية كاملة للمهمات المستقبلية المتجهة نحو كوكب المريخ؛ حيث سيكون الاعتماد الذاتي على الموارد المتاحة هو الضمان الوحيد لاستمرار الحياة خارج نطاق الغلاف الجوي الأرضي.
| المرحلة الزمنية | الهدف من التحدي |
|---|---|
| يناير 2026 | الموعد النهائي لاستلام مقترحات المشاركين |
| فبراير 2026 | الكشف عن الأسماء المرشحة للجوائز الكبرى |
| المستقبل البعيد | تطبيق التقنيات في رحلات استكشاف المريخ |
تفتح وكالة ناسا الباب أمام الجميع للمشاركة في هذا السباق التقني بغض النظر عن تخصصاتهم الأكاديمية أو خلفياتهم المهنية؛ فالمطلوب هو فكرة عملية قابلة للتطبيق تحقق معايير الاستدامة الصارمة التي وضعتها الوكالة للمرحلة المقبلة، وتعتمد المسابقة على عدة جوانب أساسية لضمان النجاح:
- تحويل المخلفات الصلبة إلى عناصر إنشائية مفيدة لحياة الرواد.
- تقليل حجم الأجهزة المستخدمة في المعالجة لتناسب مساحات المركبات.
- تطوير محركات تدوير منخفضة الطاقة لمواجهة نقص الوقود.
- الحد من الملوثات الكيميائية الناتجة عن عمليات الصهر والتصنيع.
- إيجاد حلول لمشكلة التلوث البحري عبر نقل التكنولوجيا للأرض.
تؤمن وكالة ناسا بأن العقول المبدعة قادرة على تغيير مسار التاريخ من خلال مواجهة تحديات البيئة الفضائية الصعبة؛ لذا فإن المكافأة المادية ليست سوى تقدير رمزي للمساهمة في حماية مستقبل البشرية على القمر والنجاح في بناء جسر تقني يربط بين حماية البيئة الأرضية واستكشاف الأعماق البعيدة في الكون الفسيح.
