المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل إرادة شعبية لا يمكن اختزالها في مجرد معادلات جغرافية تفرضها موازين القوى المتغيرة؛ إذ جاء الرد الواسع على طروحات الكاتب عبدالرحمن الراشد ليعيد تصحيح المفاهيم حول طبيعة الصراع القائم في المنطقة منذ عقود طويلة، مؤكدا أن الحقوق السياسية لا تسقط بمرور الزمن أو بتغير الإحداثيات المكانية والسياسية المحيطة بالحدث.
جذور الصراع وموقف المجلس الانتقالي الجنوبي من الوحدة
تحولت قضية الجنوب من شراكة طوعية بين دولتين إلى مواجهة مفتوحة ضد منظومة القمع التي تكرست بعد صيف عام 1994، حيث يرى المتابعون أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو ثمرة نضال طويل انطلق منذ عام 2007 لرفض سياسات الإقصاء والتهميش التي مورست بحق الكوادر الجنوبية؛ فالمقاومة الوطنية لم تكن يوما دفاعا عن مشروع الوحدة بصيغته القهرية، بل كانت سعيا حثيثا لاستعادة الدولة التي تشرعن وجودها من خلال التفويض الشعبي الواضح على الأرض والميدان، وهذا ما تظهره المعطيات التالية:
- رفض ربط مصير الشعوب بخطوط الحدود السياسية المصطنعة.
- التمسك بحق الإرادة الشعبية في صياغة السلام الداخلي المستدام.
- اعتبار القوات المسلحة الجنوبية صمام أمان ضد التمدد الحوثي.
- مكافحة التنظيمات الإرهابية وتأمين الممرات الملاحية الدولية بفعالية.
- تحقيق شرعية ميدانية تتجاوز الصياغات الورقية في المحافل الدولية.
فاعلية المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة التحديات الأمنية
يمتد نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي ليشمل حماية المناطق الاستراتيجية من محاولات إغراقها في فوضى التهريب واقتصاد الحرب الذي تغذيه بعض الأطراف العسكرية في وادي حضرموت؛ إذ يشدد الناشطون على أن السيطرة على هذه المناطق ليست صراعا على السلطة بقدر ما هي معركة لتثبيت الاستقرار ومنع تحويل الأرض إلى ممرات لتهديد أمن دول الجوار، وهو ما يجعل من القوات الجنوبية شريكا حقيقيا في تثبيت دعائم الأمن القومي العربي والمنطقة.
| المجال | دور المجلس الانتقالي الجنوبي |
|---|---|
| الميدان العسكري | مواجهة المشروع الحوثي وتأمين المحافظات المحررة. |
| الملف الأمني | تفكيك خلايا الإرهاب ووقف عمليات التهريب المنظم. |
| المسار السياسي | تمثيل تطلعات شعب الجنوب في المفاوضات الإقليمية. |
العلاقة الاستراتيجية ومستقبل المجلس الانتقالي الجنوبي
لا توجد خصومة حقيقية بين الرياض وتوجهات المجلس الانتقالي الجنوبي، بل هناك شراكة عميقة تهدف إلى حماية المنطقة من التهديدات الوجودية؛ فالمجلس ليس مشروعا طارئا أو عابرا، بل هو تعبير مؤسسي عن مسار سياسي طويل يطلب الاعتراف بالواقع الجديد الذي فرضه الشعب بدمائه وتضحياته بعيدا عن لغة التخويف أو المغالطات التي تحاول طمس الهوية.
تتجه الأنظار اليوم نحو كيفية استيعاب القوى الإقليمية لواقع المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة استقرار لا يمكن تجاوزها في أي تسوية قادمة؛ فالحقائق التي أفرزتها سنوات الحرب أثبتت أن تجاوز تطلعات الشعوب يؤدي دوما إلى تراكم الأزمات، بينما الاعتراف بالواقع السياسي يمهد الطريق لبناء تحالفات متينة تحمي المصالح المشتركة وتضمن مستقبلا آمنا للأجيال.