أطول ليلة في السنة.. ظاهرة الانقلاب الشتوي 2025 تسيطر على سماء المنطقة

الانقلاب الشتوي هو الحدث الفلكي الأبرز الذي يترقبه سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية في الحادي والعشرين من ديسمبر؛ إذ تسجل الشمس في هذا اليوم التاريخي أدنى ارتفاع لها في قبة السماء وتتعامد مباشرة فوق مدار الجدي جنوبًا، مما يمنحنا أقصر نهار وأطول ليل على مدار العام بأكمله.

تحولات مسار الشمس في ظاهرة الانقلاب الشتوي

تنطلق البداية الرسمية لفصل الشتاء حين تصل الشمس إلى أقصى نقطة ميل لها نحو الجنوب؛ وهي اللحظة التي يتوقف فيها زحف الشمس الظاهري لتبدأ رحلة العودة التدريجية نحو الشمال من جديد، ويعد الانقلاب الشتوي نتاجًا طبيعيًا لميل محور دوران الأرض المقدر بزاوية ثلاث وعشرين درجة ونصف؛ وليس بسبب تغير المسافة بين كوكبنا والشمس كما يعتقد البعض خطأً، وتؤكد هذه الظاهرة العلمية دقة الحسابات الفلكية التي اعتمدت عليها الحضارات الإنسانية قديمًا في تنظيم مواسمها الزراعية وحياتها اليومية، حيث تلاحظ الجمعيات الفلكية المتخصصة أن هذا اليوم يعد الدليل القاطع على كروية الأرض وانتظام حركة الأجرام السماوية في مدارات مرسومة بدقة متناهية.

تأثير الانقلاب الشتوي على ملامح الطبيعة

تتغير ملامح الطبيعة بشكل جذري بالتزامن مع وقوع الانقلاب الشتوي؛ إذ تنخفض درجات الحرارة وتزداد فرص هطول الأمطار في مناطق واسعة من الوطن العربي نتيجة تحول زوايا السقوط للأشعة الشمسية، وتبرز مجموعة من الخصائص المرتبطة بهذا التوقيت الفريد والمميزة للحركة الكونية:

• تسجيل أطول فترة زمنية للظلام الدامس خلال أربع وعشرين ساعة.
• وصول ظل الإنسان والأجسام إلى أقصى طول له عند وقت الظهيرة.
• بدء ذروة فصل الصيف في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
• ظهور النجوم اللامعة بوضوح مذهل في السماء الشتوية الصافية.
• ميل القطب الشمالي للأرض بأقصى زاوية بعيدًا عن أشعة الشمس.

بيانات إحصائية حول يوم الانقلاب الشتوي

تشير الحسابات الدقيقة للمراكز الفلكية العالمية إلى أن الانقلاب الشتوي يمثل نقطة التحول بين هيمنة الليل وبداية استعادة النهار لطوله؛ حيث يبلغ طول الليل ليلة الحادي والعشرين من ديسمبر نحو أربع عشرة ساعة كاملة في بعض خطوط العرض، ويوضح الجدول التالي التباين الزمني وقيم الزوايا الفلكية المسجلة خلال هذه الظاهرة السنوية:

وتستمر الأيام في قصرها حتى نصل لليلة الانقلاب الشتوي التي تمثل الهدوء الذي يسبق عودة الدفء تدريجيًا؛ لتبدأ بعدها ساعات النهار بالزيادة بمعدل دقائق معدودة يوميًا، في مشهد يبرز إتقان النظام الكوني الذي لا يحيد عن مساره رغم تغير العصور، مانحًا البشرية فصولًا متتابعة تضمن توازن الحياة وتجدد الموارد الطبيعية على الكوكب.