أذكار المساء هي الملاذ الروحاني الذي يلجأ إليه المسلم في نهاية يومه طلبا للسكينة والأمان؛ حيث تمثل هذه الكلمات الطيبة جسرا يربط العبد بخالقه ويمنحه القوة لمواجهة أعباء الحياة بقلب مطمئن ونفس راضية؛ مما يجعل المداومة عليها طقسا يوميا لا غنى عنه لكل باحث عن الراحة النفسية.
توقيت البدء في ترديد أذكار المساء
يتساءل الكثير من الناس عن الموعد الدقيق للشروع في قراءة هذه الأوراد المباركة؛ وقد أوضحت المؤسسات الدينية الرسمية أن وقت أذكار المساء ينطلق فعليا من زوال الشمس، بينما يرى قطاع واسع من العلماء أن الفترة الممتدة من بعد صلاة العصر وحتى لحظة غروب الشمس هي الوقت المفضل والأكثر بركة؛ ومع ذلك فإن المسلم الذي تفوته هذه المدة يمكنه القراءة بعد الغروب دون حرج؛ إذ يظل أجر أذكار المساء ثابتا ومتحققا ما دام المسلم قد أداها في وقتها المشروع الذي يمتد لساعات الليل الأولى.
فوائد المداومة على أذكار المساء
تتعدد المنافع التي يجنيها الفرد من المحافظة على أذكار المساء؛ فهي لا تقتصر على الجانب التعبدي فحسب، بل تمتد لتشمل حماية النفس والبدن وصيانة الروح من وساوس الشيطان؛ وتتجلى أهمية هذه الأذكار في النقاط التالية:
- تحصين المسلم من الشرور والآفات المحيطة به طوال ليله.
- تكفير الذنوب والخطايا الصغيرة التي قد يرتكبها المرء خلال ساعات النهار.
- جلب الرزق والبركة في الوقت والجهد بفضل ذكر الله المستمر.
- نيل رضا المولى عز وجل والامتثال لأوامره بضرورة التسبيح قبل الغروب.
- تحقيق الطمأنينة القلبية التي تساعد على النوم الهادئ والعميق.
صيغ منوعة من أذكار المساء المأثورة
تتنوع الصيغ والكلمات التي وردت في السنة النبوية المطهرة والتي تشكل صلب أذكار المساء اليومية؛ حيث تجمع بين التسبيح والاستغفار والاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة؛ وتعد قراءة هذه الأدعية وسيلة فعالة لتجديد الإيمان وتفويض الأمر لله في كل شؤون الحياة؛ ويستعرض الجدول التالي بعض الأدعية الشائعة وعدد مراتها:
| الدعاء المأثور | عدد المرات |
|---|---|
| بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء | ثلاث مرات |
| رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا | ثلاث مرات |
| حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت | سبع مرات |
| اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا | مرة واحدة |
تساعد أذكار المساء الإنسان على مراجعة مواقفه اليومية في لحظة صفاء ذهني يعقبها استغفار صادق؛ وهذا التواصل الروحاني الدائم يحول بين المرء وبين الغفلة؛ ويجعل لسانه رطبا بذكر الخالق في كل حين؛ فالمحافظة على هذه الأوراد تعكس وعي المسلم بقيمة الوقت وأهمية الاستعداد الدائم لكل خير.
