النهر الجوي يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المناطق الساحلية في الولايات المتحدة، حيث تتصاعد المخاوف من حدوث فيضانات عارمة تجتاح جنوب ولاية كاليفورنيا نتيجة التدفقات المائية الغزيرة. تتوقع الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار بكثافة طيلة أيام العيد، مما يعزز من فرص ارتفاع منسوب الأنهار في المدن الكبرى، ويدفع السلطات لاتخاذ إجراءات وقائية مشددة لحماية السكان من تداعيات العاصفة القوية التي تضرب المنطقة حاليًا.
تأثيرات ظاهرة النهر الجوي على الساحل الغربي
تعتبر ظاهرة النهر الجوي المسؤولة عن نقل كميات ضخمة من الرطوبة المدارية من مناطق هاواي باتجاه اليابسة، وهو ما يؤدي إلى تساقط أمطار تعادل في حجمها ما يهطل عادة خلال عدة أشهر متواصلة؛ ولذلك تسببت هذه الموجة في سقوط الأشجار وإغلاق المحاور المرورية الرئيسية وانقطاع الكهرباء عن آلاف الوحدات السكنية. تشير البيانات الجوية إلى أن الرياح المرافقة لهذه الحالة قد تتخطى سرعتها حاجز الثمانين كيلومترًا في الساعة؛ الأمر الذي يضاعف من الأضرار المادية ويجعل من القيادة على الطرقات السريعة مغامرة غير مأمونة العواقب في ظل انتشار الحطام والازدحام المروري الكثيف.
| المقاطعة المتأثرة | نوع الإجراء المتخذ |
|---|---|
| لوس أنجلوس | إعلان حالة الطوارئ القصوى |
| سان برناردينو | عمليات إنقاذ للمحاصرين بالمياه |
تحركات رسمية لمواجهة إعصار النهر الجوي
أصدر حاكم الولاية غافين نيوسوم قرارًا بتفعيل حالة الطوارئ لتسهيل وصول الموارد اللوجستية والمعدات الثقيلة إلى المقاطعات المتضررة، في حين تعمل فرق الإطفاء والشرطة على إجلاء مئات العائلات من منازلهم المهددة بالانهيار. تتفاقم المخاوف بشكل خاص في المناطق التي شهدت حرائق غابات سابقة، حيث تصبح التربة أكثر عرضة للانزلاقات الطينية الخطرة نتيجة تشبعها بمياه الأمطار الناجمة عن النهر الجوي المندفع نحو الداخل. تضمنت خطة الاستجابة السريعة مجموعة من الخطوات الميدانية لحماية المدنيين شملت ما يلي:
- إصدار أوامر إخلاء إلزامية لأكثر من مئتي منزل في المناطق المنخفضة.
- تجهيز مراكز إيواء مجهزة بالكامل لاستقبال المتضررين من السيول.
- نشر فرق قوارب الإنقاذ في مقاطعة سان برناردينو للتعامل مع العالقين.
- مراقبة ثبات التربة في منحدرات لوس أنجلوس لتجنب الانهيارات الطينية.
- تنبيه السائقين من مخاطر الانزلاقات المائية على الطرق الدولية السريعة.
ارتباط النهر الجوي بالتغيرات المناخية المعاصرة
يرى المتخصصون في علوم البيئة أن تكرار ظهور النهر الجوي بهذه القوة والتردد يعكس آثار الاحتباس الحراري والتزايد الملحوظ في درجات حرارة المحيطات، وهو ما يفسر تسجيل ضحايا وإصابات نتيجة الظروف الجوية القاسية التي لم تشهدها الولاية منذ عقود طويلة. تعكس الحالة الراهنة ضرورة مراجعة البنية التحتية لتصريف المياه، خاصة وأن الطبيعة الجغرافية لجنوب كاليفورنيا تجعلها عرضة لتحولات مفاجئة بين الجفاف التام والفيضانات الجارفة التي يغذيها النهر الجوي باستمرار.
تبذل فرق الإنقاذ جهودًا مضنية للسيطرة على الأوضاع الميدانية المتدهورة وتأمين سلامة المواطنين في مراكز الإيواء، حيث تظل المراقبة الدقيقة لمسارات الرياح وتدفقات الرطوبة أولوية قصوى لضمان عدم وقوع خسائر بشرية إضافية. يتطلب الوضع الحالي تعاونًا وثيقًا بين مختلف الأجهزة الأمنية لحين استقرار الحالة الجوية وعودة المياه إلى مساراتها الطبيعية.