انسداد الشرايين يمثل واحدا من التحديات الصحية بالغة الخطورة التي تواجه ملايين البشر في مختلف المجتمعات؛ إذ ترتبط هذه الحالة المرضية بتدهور تدريجي في كفاءة الأوعية الدموية مما قد يحرم الأعضاء الحيوية من التروية اللازمة؛ الأمر الذي يستوجب فهما دقيقا لكافة العوامل المسببة لهذا الخلل لتلافي حدوث مضاعفات قد تهدد الحياة بشكل مفاجئ.
طبيعة الإصابة بمرض انسداد الشرايين
تعرف الأوساط الطبية حالة انسداد الشرايين بأنها عملية ضيق ناتجة عن تراكم رواسب دهنية معقدة فوق الجدران الداخلية للأوعية الناقلة للدم؛ ففي الحالة الطبيعية تتمتع الشرايين بمرونة عالية بفضل طبقة البطانة الرقيقة التي تضمن انسيابية الحركة الدموية؛ ومع مرور الوقت تبدأ هذه المرونة في التلاشي نتيجة تشكل ما يسمى باللويحات التي تعيق المسار الطبيعي للأكسجين والمغذيات؛ مما يرفع من احتمالات تلف الأنسجة في الأطراف أو توقف عمل بعض الوظائف الحيوية في الجسم نتيجة حرمانها من الدم.
محفزات وقوع انسداد الشرايين وتأثيرها
تتعدد العوامل التي تسرع من وتيرة الإصابة بمرض انسداد الشرايين وتتنوع ما بين سلوكيات نمط الحياة وبعض الاضطرابات العضوية؛ حيث يؤدي التدخين وارتفاع ضغط الدم المستمر إلى إحداث شقوق وترسبات صلبة تجعل جدار الشريان فاقدا لليونة؛ كما تساهم مستمرات الدهون الثلاثية المرتفعة مع الكوليسترول في تضخم تلك الترسبات حتى تصل لمرحلة الغلق التام أو التمزق؛ وهو ما يدفع الصفائح الدموية للتكتل في موقع الإصابة وتشكيل جلطات دموية قد تنتقل لمناطق حساسة مسببة أزمات قلبية أو سكتات دماغية مباغتة، ويمكن تلخيص أبرز المسببات في النقاط التالية:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي يضعف كفاءة الجدران الوعائية.
- زيادة مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدورة الدموية.
- إدمان التدخين باختلاف أنواعه وتأثيره المباشر على الأنسجة.
- الإصابة بمرض السكري والسمنة المفرطة.
- العوامل الوراثية وتأثير التقدم في العمر على حيوية الشرايين.
- الخمول البدني وغياب ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام.
العلامات التحذيرية المرتبطة بـ انسداد الشرايين
تختلف الأعراض الظاهرة على المريض بناء على الموقع الذي يعاني من ضعف التروية؛ فإذا حدث انسداد الشرايين في المنطقة السباتية المغذية للدماغ قد يظهر ذلك على شكل تنميل في الوجه أو صعوبة مفاجئة في الكلام واضطراب الرؤية؛ أما في حالات الشرايين المحيطية التي تغذي الأطراف فإن المريض يشعر ببرودة في القدمين وبطء في التئام الجروح وتغير ملحوظ في لون الجلد؛ بينما تؤدي إصابة الشرايين الكلوية إلى فقدان الشهية وتورم القدمين نتيجة اختلال وظائف الفلترة الحيوية؛ ويوضح الجدول التالي جانبا من الأعراض حسب الموقع المصاب:
| موقع الإصابة | طبيعة الأعراض المرصودة |
|---|---|
| الشرايين السباتية | شلل مؤقت، تدلي عضلات الوجه، وصداع حاد. |
| الشرايين المحيطية | آلام الساقين عند المشي، وسقوط شعر القدمين. | ضعف التركيز، وانتفاخ اليدين، واضطراب ضغط الدم. |
يتطلب تفادي مخاطر انسداد الشرايين التزاما صارما بنظام غذائي متوازن يركز على الألياف ويقلل من الأملاح والدهون؛ مع ضرورة المتابعة الدورية للفحوصات الطبية لمراقبة مستويات السكر والضغط؛ حيث تساهم ممارسة الرياضة اليومية كالمشي في تعزيز مرونة الأوعية الدموية وحماية القلب من الأزمات المفاجئة وضمان استدامة الصحة البدنية لسنوات طويلة.