المدن تسرق الشمس وترفع حرارتك في ظاهرة مناخية لافتة تناولها الدكتور عبدالله المسند بالتفصيل؛ حيث كشف الأستاذ السابق بجامعة القصيم عن مفارقة بيئية تتمثل في زيادة دفء الكتل العمرانية مقارنة بالمناطق الريفية والبرية المحيطة بها؛ وذلك رغم فقدان المراكز الحضرية لنسبة معتبرة من الإشعاع الشمسي الطبيعي الذي يصل للأرض، مما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التحول الحراري الملموس.
أسباب جعلت المدن تسرق الشمس وترفع حرارتك
تتحول الكتل العمرانية الضخمة إلى ما يشبه المصيدة الحرارية نتيجة غلبة المواد الخرسانية والإسفلتية المنتشرة في الشوارع والمباني؛ إذ تعمل هذه الأسطح الصلبة على امتصاص الطاقة وتخزينها خلال النهار ثم بثها ببطء أثناء ساعات الليل، وفي غضون ذلك يلاحظ أن المدن تسرق الشمس وترفع حرارتك نتيجة تراجع المساحات الخضراء التي كانت تساهم في تبريد الجو عبر عمليات النتح والتبخر، كما تلعب الملوثات الجوية والغبار العالق دورا مزدوجا بحجب جزء من الضياء الشمسي مع حبس الحرارة الأرضية بالداخل؛ وهو ما يؤدي لظهور فروقات حرارية سنوية تصل لدرجة مئوية كاملة في المتوسط العام.
تأثيرات جوية تفسر كيف أن المدن تسرق الشمس وترفع حرارتك
يشير التحليل المناخي الدقيق إلى أن التغير في خصائص الهواء لا يتوقف عند درجات الحرارة فقط؛ بل يمتد ليشمل الرطوبة وكثافة الضباب وفرص هطول الأمطار نتيجة التفاعلات الفيزيائية بين المباني الشاهقة والغلاف الجوي القريب، وتبرز النقاط التالية أهم التغيرات الناتجة عن هذه الجزر الحرارية:
- انخفاض مستويات الرطوبة النسبية داخل الأحياء السكنية بفارق يصل إلى عشرة بالمئة صيفا.
- تراجع حالات تشكل الصقيع الشتوي بسبب الدفء المحتجز بين البنايات.
- زيادة وتيرة الضباب الملوث بنسبة الضعف نتيجة الغبار والجسيمات الدقيقة في الهواء.
- ارتفاع نسب الأمطار بمعدل عشرة بالمئة نتيجة تصاعد التيارات الهوائية الدافئة.
- تحفيز تشكل السحب الركامية بفعل اصطدام الرياح بجدران الأبراج والمراكز التجارية.
بيانات إحصائية حول كون المدن تسرق الشمس وترفع حرارتك
يوضح الجدول أدناه الفوارق المناخية الجوهرية التي رصدتها الدراسات المتخصصة في تفسير التباين بين الوسط الحضري والمناطق المفتوحة:
| العنصر المناخي | التغيير المرصود في المدينة |
|---|---|
| الإشعاع الشمسي الواصل | انخفاض بنسبة خمسة عشر بالمئة |
| المعدل السنوي للحرارة | ارتفاع بين نصف درجة إلى درجة كاملة |
| نسبة الأمطار الهاطلة | زيادة قدرها عشرة بالمئة تقريبا |
تستوجب هذه الحقائق إعادة النظر في كيفية تخطيط الأحياء السكنية والاعتماد على مواد بناء صديقة للبيئة لتقليل حدة الاحتباس الحراري المحلي؛ فالمسألة لم تعد مجرد رصد جوي بل أصبحت تمس صحة الإنسان مباشرة وقدرته على التعايش مع مناخ يتغير بسرعة فائقة تحت ضغط التوسع العمراني المستمر والملوثات الجوية المتزايدة.