شريهان أبو الحسن لفتت الأنظار مؤخرًا حين أكدت أن الابتعاد عن الآخرين ليس مكسبًا دائمًا كما يروج البعض؛ بل قد يكون بوابة لمخاطر صحية جسيمة تعصف بسلامة الفرد الجسدية والنفسية بشكل غير متوقع؛ خاصة مع تحول العزلة إلى ظاهرة عالمية مقلقة تستدعي الانتباه والحذر الشديد في مجتمعاتنا المعاصرة.
تحذيرات شريهان أبو الحسن والمنظمات الدولية
سلطت الإعلامية الضوء عبر برنامجها المذاع على قناة dmc على تقارير حديثة لمنظمة الصحة العالمية تفيد بأن الوحدة تحولت إلى تهديد داهم في عام 2025؛ حيث أصبحت الأرقام تشير إلى معاناة سدس سكان الكوكب من غياب التواصل الإنساني الفعال؛ وهو ما يترجم إلى وقوع مئة حالة وفاة تقريبًا في كل ساعة تمر نتيجة التداعيات المرتبطة بهذا الشعور المؤلم؛ ومما يثير الدهشة في طرح شريهان أبو الحسن هو أن معدلات العزلة سجلت أرقامًا قياسية لدى فئة الشباب تحت سن الثلاثين؛ بينما كانت الفئات العمرية التي تتخطى الخامسة والستين هي الأقل تأثرًا بهذا الانطواء الاجتماعي؛ مما يعكس خللاً في منظومة التواصل لدى الأجيال الجديدة.
الأضرار الجسدية المترتبة على الشعور بالوحدة
كشفت الدراسات التي استعرضتها شريهان أبو الحسن عن ارتباط وثيق بين الانعزال وزيادة احتمالات الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى ستة وعشرين بالمئة وفق أبحاث جامعة كاليفورنيا؛ حيث تظهر الآثار الصحية في شكل قائمة طويلة من الأمراض التي تهاجم الجسم وتضعف مناعته:
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة.
- تزايد فرص التعرض للاضطرابات العصبية وفقدان الذاكرة.
- نمو الخلايا السرطانية في بيئات يسودها الضغط النفسي.
- ظهور أعراض مبكرة لمرض الزهايمر وتراجع القدرات الذهنية.
- حدوث اضطرابات حادة في نمط النوم وعادات تناول الطعام اليومية.
رؤية شريهان أبو الحسن للعلاقات الإنسانية
تؤكد الرؤية التي طرحتها شريهان أبو الحسن أن الأزمة الحقيقية ليست في التواجد المادي وحيدًا؛ بل في الإحساس النفسي بالانفصال عن المحيطين حتى وإن كان الفرد في قلب الزحام؛ وهو الأمر الذي يتطلب وجود شبكة دعم اجتماعي مكونة من خمسة أشخاص على الأقل كما تقترح الأبحاث العلمية لضمان استقرار الحالة النفسية والرضا عن الحياة.
| الفئة العمرية | مستوى التأثر بالوحدة |
|---|---|
| الشباب دون الثلاثين | مستويات مرتفعة جدًا |
| كبار السن فوق 65 | مستويات منخفضة نسبيًا |
اعتمدت شريهان أبو الحسن في تحليلها على بيانات جامعة أكسفورد التي تربط جودة العيش بمتانة الروابط الأسرية والصداقات الحقيقية؛ فالتواصل البشري المستمر يظل هو الدرع الأول لحماية العقل من القلق والاكتئاب؛ بينما يظل الاندماج الاجتماعي ضرورة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على كفاءة الأجهزة الحيوية والتمتع بحياة مديدة ومستقرة.