سر السعادة الحقيقية يكمن في فهم تباين المشاعر الإنسانية وتصنيف دوافع البهجة التي يسعى البشر لتحقيقها في حياتهم اليومية؛ وهو ما دفع الإعلامية شريهان أبو الحسن لتشريح مفهوم الرضا النفسي عبر شاشة قناة دي إم سي بأسلوب يلامس الواقع، حيث استعرضت أربعة مستويات متدرجة تشرح كيف يتفاعل الإنسان مع محيطه المادي والاجتماعي وصولا إلى السلام الداخلي الشامل.
ارتباط المادة بمفهوم سر السعادة الحقيقية
تناولت المذيعة في مستهل حديثها الجانب الملموس من المشاعر، معتبرة أن الامتلاك يمثل الدرجة الأولى التي يختبرها الفرد عند شراء مقتنيات ثمينة مثل المنازل أو السيارات أو الحلي؛ ورغم أن هذه الأشياء تمنح نشوة فورية، إلا أن سر السعادة الحقيقية لا يكمن فيها نظرا لأن مفعولها النفسي يتلاشى سريعا، إذ تشير الدراسات إلى أن بريق الاقتناء المادي يبدأ في الخفوت تدريجيا بعد مرور أسابيع قليلة، مما يجعل الاعتماد عليها وحدها وسيلة غير مستدامة للوصول إلى حالة الطمأنينة المستمرة التي يطمح إليها الجميع.
كيف تساهم الإنجازات في تعزيز سر السعادة الحقيقية؟
ينتقل الفرد بعد ذلك إلى مستوى أكثر عمقا يتعلق بالرضا عن الذات وتقييم النجاحات الشخصية التي يحققها المرء بمجهوده الخاص؛ ففي هذا الإطار يصبح الشعور بالقيمة والقدرة على بلوغ الأهداف المرسومة محركا أساسيا للنمو النفسي، حيث يتطلب العثور على سر السعادة الحقيقية هنا مراجعة مستمرة لما قدمه الإنسان لنفسه ولمستقبله، مما يولد شعورا بالفخر يرفع من المعنويات ويجعل الفرد قادرا على مواجهة التحديات اليومية بروح أكثر تفاؤلا وثقة بالقدرات الذاتية الكامنة.
دور العطاء في موازنة سر السعادة الحقيقية
يبرز العطاء كواحد من أهم الركائز التي تمنح الحياة معنى مختلفا تماما لا يتوقف عند حدود المنفعة الشخصية؛ وقد حددت شريهان أبو الحسن مجموعة من العناصر التي تجعل من التفاعل مع الآخرين وسيلة فعالة لتجاوز الإحباط وتتمثل في النقاط التالية:
- تقديم الدعم النفسي والمادي للأصدقاء والمقربين عند الحاجة.
- المشاركة الفعالة في الأنشطة المجتمعية التي تخدم المحيطين بنا.
- تطوير مهارات التواصل الإنساني المبني على الود والتراحم.
- استشعار القيمة المعنوية الناتجة عن تخفيف آلام الآخرين ومساندتهم.
- تحويل مشاعر الإخاء إلى سلوك يومي يعزز الروابط الاجتماعية المتينة.
البعد الروحي وأثره على سر السعادة الحقيقية
| المستوى | الوصف والتأثير |
|---|---|
| المستوى المادي | شعور مؤقت يزول بزوال بريق الممتلكات الجديدة. |
| المستوى الذاتي | الرضا المرتبط بالإنجاز والنجاح في تحقيق الطموحات. |
| مستوى العطاء | التواصل مع الآخرين وتقديم يد العون والمساعدة. |
| المستوى الروحي | التوازن الشامل والعميق بين كافة جوانب الحياة. |
يظل المستوى الرابع متمثلا في الجانب الروحي الذي يربط بين كافة الخيوط السابقة في نسيج واحد يحقق التوازن المنشود؛ فهذا الجانب هو المفسر الوحيد للغز الذي يحير الكثيرين، حيث يمتلك البعض المال والنجاح والعائلة ومع ذلك يفتقدون سر السعادة الحقيقية، بينما قد يجدها آخرون في عزلتهم أو بساطة عيشهم نتيجة هذا الاتصال الروحي العميق الذي يتجاوز الماديات، ويجعل النفس البشرية في حالة من الانسجام الدائم مع واقعها مهما كانت الظروف المحيطة بها صعبة أو معقدة.
تملك القدرة على فهم هذه التقسيمات يمنح الفرد خارطة طريق واضحة للتعامل مع تقلبات المزاج وفترات الوحدة؛ فالسعي وراء سر السعادة الحقيقية يتطلب صبرا ووعيا بأن البهجة ليست محطة نهائية نصل إليها، بل هي حالة من التصالح مع النفس تكتمل بتقدير ما نملك ومن نحب، مع الحفاظ على صفاء الروح تجاه العالم.
