صناعة الغزل والنسيج تعد من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في مشروعها النهضوي الحديث؛ حيث تمثل هذه الحرفة العريقة قاطرة للتنمية الصناعية والنمو الاقتصادي المستدام. يشير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إلى أن هذا القطاع يسهم بفاعلية في خلق فرص العمل واستيعاب الكثافة السكانية في الأسواق الناشئة والحيوية.
الأهمية الاقتصادية التي تميز صناعة الغزل والنسيج
يرتبط تطور الدول تاريخيًا بمدى قدرتها على توطين التكنولوجيا داخل سلاسل الإنتاج، وتبرز صناعة الغزل والنسيج كنموذج متكامل يبدأ من زراعة الأقطان وصولًا إلى تصدير الملابس الجاهزة؛ مما يعزز من قيمة الصادرات الوطنية في الأسواق الدولية. تشهد هذه الصناعة تحولات كبرى نتيجة اتجاهات الموضة السريعة وزيادة القدرة الشرائية؛ وهو ما أدى لارتفاع عدد المشتغلين في القطاع عالميًا لما يقارب مئة مليون عامل. تسعى الرؤية الحالية إلى تعظيم الاستفادة من هذه القوة البشرية وتحويلها إلى طاقة إنتاجية قادرة على المنافسة في ظل هيمنة القارة الآسيوية على الحصة الأكبر من التجارة العالمية للمنسوجات.
دور صناعة الغزل والنسيج في تعزيز التنافسية بمصر
تمتلك مصر قاعدة صناعية صلبة تضم آلاف المصانع التي تعمل في مجالات متنوعة تحت مظلة المنسوجات، حيث تبلغ قيمة الصادرات في قطاع صناعة الغزل والنسيج نحو مليار ومئة مليون دولار سنويًا؛ مما يعكس ثقل هذا النشاط في الميزان التجاري. تسعى الخطط الحكومية إلى مضاعفة هذا الناتج بحلول العام المقبل عبر التركيز على القيمة المضافة وتطوير إنتاج الغزول المحلية.
| النشاط الصناعي | حجم المساهمة أو المنشآت |
|---|---|
| الملابس الجاهزة | 70% من حجم الصناعة الكلي |
| عدد المصانع | 11 ألف مصنع متخصص |
| المفروشات المنزلية | 13.3% من إجمالي الصادرات |
استراتيجيات التطوير المتبعة في صناعة الغزل والنسيج
يتطلب النهوض بهذا القطاع الحيوي تبني نماذج عالمية ناجحة أثبتت كفاءتها في دول مثل الصين والهند وتركيا، وتعتمد مصر في رؤيتها لتطوير صناعة الغزل والنسيج على مجموعة من المحاور التنفيذية لضمان الريادة:
- تحفيز الاستثمارات في المناطق الصناعية المتخصصة لتقليل تكاليف الإمداد.
- تحديث الماكينات والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في عمليات الصباغة والتجهيز.
- توفير برامج تدريبية لرفع كفاءة العمالة لمواكبة الآلات الحديثة.
- حماية المنتج المحلي عبر سياسات تدعم الصناعات المغذية والوسيطة.
- تعظيم إنتاجية الفدان من القطن طويل التيلة لدعم خطوط الغزل الجديدة.
تشكل الجهود المبذولة في إنشاء أكبر مصنع غزل في العالم بمدينة المحلة الكبرى نقطة تحول جوهرية، حيث تضاعفت كميات الإنتاج بشكل ملحوظ لتدعم حاجة المصانع المحلية وتقلل فجوة الاستيراد؛ مما يرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج المنسوجات عالية الجودة التي تلبي تطلعات الأسواق العالمية بفاعلية واقتدار.