موجة البرد القطبية هي العنوان الأبرز للحالة الجوية الصعبة التي بدأت تلوح في الأفق؛ إذ تشير التوقعات المناخية إلى تأثر مساحات شاسعة من المملكة بكتلة هوائية شديدة البرودة تتجاوز في قوتها ما عهده السكان خلال الأشهر الماضية؛ مما يستوجب الحذر التام من تقلبات حرارية قد تعيد ذكريات الشتاء القارس في عقود سابقة.
تحذيرات الحصيني من تداعيات موجة البرد القطبية
تشير البيانات الجوية الصادرة عن الخبير المناخي عبدالعزيز الحصيني إلى أن موجة البرد القطبية الرابعة لهذا الموسم ستكون الأشد قسوة؛ حيث من المنتظر أن تبدأ ملامحها بالظهور يوم الأربعاء مع تدفق رياح شمالية باردة، وستؤدي هذه الحالة الجوية إلى هبوط حاد في درجات الحرارة يصل إلى ما دون الصفر المئوي في إحدى عشرة منطقة مختلفة؛ وهو ما يرفع منسوب القلق لدى المزارعين وسكان المناطق المكشوفة الذين يواجهون تحديات الحفاظ على المحاصيل والتدفئة المنزلية في ظل هذه الظروف المناخية القاسية التي لم تشهدها البلاد منذ فترات زمنية طويلة.
المناطق الأكثر تأثراً بتأثيرات موجة البرد القطبية
تتوسع خارطة التأثيرات الجوية لتشمل نطاقات جغرافية واسعة؛ إذ يترقب الجميع هطول أمطار غزيرة في سبع مناطق رئيسية تتزامن مع اشتداد موجة البرد القطبية الحالية، وتشمل قائمة المناطق المتوقع تأثرها بالانخفاض الحاد والظواهر المصاحبة ما يلي:
- منطقة الحدود الشمالية المتاخمة للكتلة القطبية مباشرة.
- منطقة الجوف التي ستشهد تراجعاً كبيراً في معدلات الحرارة.
- منطقة تبوك والمرتفعات الجبلية التابعة لها.
- منطقة حائل التي تقع في قلب مسار الرياح الباردة.
- المنطقة الشرقية وتأثيراتها الممتدة نحو السواحل.
- منطقة القصيم وما يتبعها من محافظات زراعية.
- منطقة الرياض التي ستشعر بالبرودة بشكل ملموس ليلاً.
توقعات درجات الحرارة خلال ذروة موجة البرد القطبية
يظهر الجدول التالي التقديرات الأولية لما قد تصل إليه موازين الحرارة في المناطق الأكثر عرضة للكتلة الهوائية؛ حيث يتضح حجم الفارق الحراري الكبير الذي ستخلفه موجة البرد القطبية خلال الساعات القادمة:
| المنطقة الجغرافية | درجة الحرارة المتوقعة |
|---|---|
| المناطق الشمالية | 2 تحت الصفر |
| المرتفعات الجبلية | صفر مئوي |
| الوسطى والشرقية | 5 درجات مئوية |
تفرض هذه الموجة القطبية نمطاً معيشياً مختلفاً يتطلب الاستعداد المبكر وتأمين وسائل التدفئة اللازمة لمواجهة الصقيع؛ فالمؤشرات الجوية تؤكد أن الأيام المقبلة ستكون اختباراً حقيقياً للبنية التحتية والقطاع الزراعي في مواجهة برودة قد تصنف من بين الأقسى في تاريخ الشتاء السعودي الحديث نظراً لشموليتها واتساع نطاقها المكاني.