وداعاً عمرو بيومي.. رحيل مخرج رمسيس الثاني يثير موجة حزن في السينما المصرية

المخرج عمرو بيومي اسم ارتبط بسنوات من العطاء السينمائي الرصين قبل أن يغادر دنيانا في الساعات الماضية عن عمر يناهز الثلاثة والستين عاما؛ حيث أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام رحيله مخلفا وراءه إرثا فنيا متنوعا بين الإخراج الطويل والعمل التسجيلي والوثائقي الذي خلد به محطات هامة في التاريخ المصري المعاصر.

محطات مهنية في حياة المخرج عمرو بيومي

بدأت الرحلة المهنية لهذا الفنان عقب تخرجه من المعهد العالي للسينما مطلع ثمانينيات القرن الماضي؛ إذ صقل المخرج عمرو بيومي موهبته بالعمل مساعدا لكبار المخرجين في تلك الحقبة التي شهدت انتعاشة في السينما الواقعية والدرامية؛ وقد أسهم بجهده وخبرته في خروج أعمال سينمائية كبرى للضوء كانت علامات فارقة في مسيرة النجوم الذين شاركوا فيها؛ وتدرج في مهامه الفنية ليصبح صانع أفلام يمتلك رؤية خاصة تدمج بين التوثيق التاريخي وبين الجمالية البصرية التي تدرب عليها لسنوات طويلة في بلاتوهات التصوير قبل أن يستقل بتجاربه الإخراجية الخاصة التي نالت تقديرا نقديا واسعا.

إسهامات المخرج عمرو بيومي في الدراما والسينما

تعددت المجالات التي برع فيها المخرج عمرو بيومي عبر سنوات نشاطه؛ حيث ركز في بداياته على اكتساب الخبرات الميدانية من خلال منصبه كمساعد مخرج في أفلام جماهيرية وتاريخية تركت بصمة في وجدان المشاهد ومن أبرزها ما يلي:

• المشاركة الفعالة في فيلم جري الوحوش بجانب كبار النجوم.
• العمل مساعدا في فيلم بئر الخيانة الذي تناول قصصا من ملفات المخابرات.
• المساهمة في تنفيذ فيلم شادر السمك مع كبار صناع السينما المصرية.
• التواجد الفني المؤثر في صناعة فيلم الحقونا الذي ناقش قضايا اجتماعية شائكة.
• إخراج أفلام مستقلة اتسمت بالعمق الفلسفي والاجتماعي الفريد.

تطور الرؤية الفنية لدى المخرج عمرو بيومي

لم يكتف المخرج عمرو بيومي بتقديم السينما الروائية التقليدية؛ بل توجه بكل ثقله نحو السينما التسجيلية التي يراها وسيلة لحفظ الذاكرة الوطنية؛ وقد تميز فيلمه الشهير رمسيس راح فين بقدرة عالية على رصد تفاصيل نقل تمثال الملك رمسيس الثاني في رحلته المهيبة وصولا إلى مقره بالمتحف المصري الكبير؛ وهو العمل الذي وصفه النقاد بأنه كان سابقا لعصره في توثيق اللحظة التاريخية بدقة متناهية؛ ويستعرض الجدول التالي بعض المحطات الزمنية الهامة في مسيرته وتاريخ عرض أفلامه المميزة:

نعى الوسط الثقافي والسينمائي الفقيد بكلمات مؤثرة تعكس طيب أثره بين زملائه وعائلته؛ حيث أكدت الكاتبة الصحفية علا الشافعي في وداع المخرج عمرو بيومي على نبله وإنسانيته الطاغية؛ فرحيله يمثل خسارة لجيل من السينمائيين الذين آمنوا بقوة الصورة وقدرتها على توثيق التحولات الكبرى في حياة الشعوب وتاريخها العريق.