قرية إيطالية تحتفل اليوم بحدث استثنائي أعاد الروح إلى أزقتها العميقة التي غلفها الصمت الطويل لثلاثة عقود متتالية؛ حيث استقبلت باجليارا دي مارسي أول طفلة تولد بين جدرانها منذ عام 1994 ميلادية، لتمثل الصغيرة لارا بوسي ترابوكو بارقة أمل وسط طبيعة ريفية كانت السيطرة فيها للقطط والهدوء الجبلي الموغل في السكون والوحدة؛ مما جعل سكانها القلائل يشعرون أخيرا بحياة جديدة تدب في عروق منطقتهم المنسية بسفح جبال منطقة أبروتسو الخلابة.
أصداء الولادة في باجليارا دي مارسي ضمن أي قرية إيطالية
تحولت لارا الطفلة ذات الأشهر التسعة إلى محط أنظار الجميع ليس فقط داخل حدود منطقتها بل جذبت الزوار من خارجها لرؤية المعجزة البشرية التي رفعت عدد سكان القرية إلى عشرين نسمة فقط؛ إذ اجتمع المجتمع المحلي بالكامل في الكنيسة الصغيرة لحضور مراسم تعميد تاريخية لم تشهدها البلدة منذ زمن بعيد، وتؤكد والدتها سينزيا ترابوكو أن ابنتها أصبحت أشهر قرية إيطالية في المنطقة نظرا لندرة هذا الحدث الذي أنهى غربة استمرت ثلاثين عاما عن أصوات البكاء والضحك الطفولي في الشوارع الضيقة؛ وهو ما يعكس حجم التدهور الذي وصلت إليه قرية إيطالية ريفية كانت تعاني من العزلة الديموغرافية لسنوات طويلة.
أبعاد التناقص السكاني داخل قرية إيطالية وأقاليمها
تتزايد مخاوف السلطات المحلية من زوال الهوية العمرانية في ظل غياب تعاقب الأجيال الذي جعل متوسط الأعمار يرتفع بشكل يهدد وجود أي قرية إيطالية مشابهة؛ حيث تشير التقارير إلى مجموعة من المسببات التي أدت لهذا الفراغ البشري الكبير نلخصها في النقاط التالية:
- الهجرة الكبيرة للشباب نحو المدن الكبرى بحثا عن الوظائف والأمان المالي.
- قصور الدعم المؤسسي المقدم للأمهات العاملات في المناطق الريفية النائية.
- الخوف المستمر من فقدان الاستقرار الوظيفي في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
- ارتفاع معدلات العقم واختيار فئات واسعة من السكان عدم الإنجاب بوعي تام.
- النقص الحاد في الخدمات الأساسية التي تشجع العائلات على البقاء والعيش.
تقييم معدلات المواليد ومعالجة أزمات قرية إيطالية ريفية
سجل المعهد الوطني للإحصاء في إيطاليا انخفاضا تاريخيا في أعداد المواليد الجدد؛ حيث وصل معدل الخصوبة إلى مستويات قياسية متدنية بلغت 1.18 طفلا لكل امرأة، وتبرز منطقة أبروتسو كأكثر المناطق تضررا بنسبة تراجع تجاوزت العشرة بالمئة؛ مما دفع الحكومة لتبني إجراءات مالية طارئة تهدف إلى إنقاذ قرية إيطالية من الفناء الديموغرافي عبر منح تحفيزية، ويوضح الجدول التالي أبرز الحوافز المالية المقدمة للعائلات في الوقت الراهن:
| نوع الدعم المالي | قيمة الدفعة وتفاصيلها |
|---|---|
| مكافأة الطفل الجديدة | 1000 يورو تصرف لمرة واحدة عند الولادة |
| الإعانة الشهرية | 370 يورو لدعم احتياجات الصغار المعيشية |
تسعى إدارة البلدية بقيادة جوزيبينا بيروزي إلى استثمار ولادة لارا لفتح نقاش وطني حول آليات إنقاذ القرى المهددة بالاندثار؛ فالأمر يتجاوز حدود الفرحة الفردية ليمس هوية قرية إيطالية تكافح من أجل البقاء، ويبدو أن الدعم المادي رغم أهميته يظل خطوة واحدة ضمن مسار طويل يتطلب توفير فرص عمل وبنية تحتية قادرة على استقطاب الأجيال الجديدة وصناعة مستقبل حيوي بعيدا عن سكون الجبال وصمت المنازل القديمة.