الآبار الساخنة تعتبر الملاذ الدافئ والآمن لسكان الصحراء الغربية عند هبوب الرياح الباردة وانخفاض درجات الحرارة؛ فمع اشتداد وطأة فصل الشتاء في الواحات يجد الأهالي في هذه المنابع الطبيعية وسيلة فعالة لمكافحة البرودة الشديدة واستعادة نشاط الجسم الحيوي؛ حيث تمثل زيارة هذه المواقع طقسا يوميا يجمع بين الاستشفاء الجسدي والراحة النفسية العميقة.
أهمية الآبار الساخنة في مواجهة شتاء الصحراء
تمثل هذه العيون الجوفية التي تنبع من أعماق سحيقة ثروة طبيعية هائلة للمواطنين الذين اعتادوا على استخدامها كحمامات دافئة تغنيهم عن وسائل التدفئة التقليدية؛ إذ تتدفق المياه من باطن الأرض بدرجات حرارة مرتفعة تجعل من الاستحمام فيها تجربة فريدة تقاوم قسوة المناخ الجاف وتمنح الجسد حرارة تستمر لساعات طويلة بعد الخروج منها؛ بالإضافة إلى دورها الجوهري في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف آلام المفاصل التي تزداد حدتها خلال الأجواء الباردة؛ مما جعل الآبار الساخنة مقصدا ثابتا في الصباح والمساء لكل من يبحث عن الدفء الطبيعي.
مزايا التداوي عبر الآبار الساخنة والرمال
تتمتع هذه الآبار بتركيب كيميائي فريد يحتوي على عناصر نادرة تجعلها تتفوق على نظيراتها في مناطق أخرى؛ حيث تساهم العناصر المعدنية في علاج قائمة طويلة من الأمراض التي تتنوع بين الجلدي والعضلي:
- علاج فعال للروماتيزم والتهابات العظام المزمنة.
- تطهير الجلد من الفطريات وعلاج حالات الصدفية.
- امتصاص الأملاح الزائدة من الجسم عن طريق الطمي المصاحب للمياه.
- توسيع الأوعية الدموية ورفع كفاءة التمثيل الغذائي.
- الاسترخاء العضلي العميق والتخلص من التوتر العصبي.
ويعتمد الخبراء المحليون في هذه المناطق على طرق تقليدية موروثة في العلاج تبدأ من الدفن في الرمال الدافئة وتستمر لعدة أيام لضمان خروج الرطوبة من العظام قبل الانتقال لمرحلة الاستحمام الكبريتي.
توزيع الآبار الساخنة في واحات المحافظة
تتوزع هذه الكنوز الطبيعية بشكل جغرافي يغطي كافة مراكز المحافظة؛ مما يسهل على السكان والزوار الوصول إليها والتمتع بمزايا الآبار الساخنة في أي وقت؛ ويوضح الجدول التالي أبرز هذه المواقع وتمركزها:
| اسم البئر السياحي | المركز التابع له |
|---|---|
| بئر جناح 3 وجناح 5 | مدينة الخارجة |
| بئر موط 3 وبئر الجبل | مدينة الداخلة |
| بئر 6 ومنطقة الكفاح | مدينة الفرافرة |
| بئر دوش وبئر 7 | مدينة باريس |
تجسد الآبار الساخنة في الواحات نموذجا للتناغم بين الإنسان وبيئته الصحراوية؛ فهي ليست مجرد مصدر للمياه بل هي صيدلية طبيعية ووسيلة دفاعية ضد برد الشتاء القارس؛ مما يعزز مكانة محافظة الوادي الجديد كمركز عالمي للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبيعي الذي يجذب الباحثين عن الصحة والسكينة من كل بقاع الأرض.