تخطي إلى المحتوى الرئيسي

زيتون ريمة باليمن.. نجاح تاريخي لأول موسم زراعي ينهي عقود الاستيراد التقليدية

زيتون ريمة باليمن.. نجاح تاريخي لأول موسم زراعي ينهي عقود الاستيراد التقليدية
A A

أشجار الزيتون في اليمن بدأت تخط فصلاً جديداً من فصول الاكتفاء الذاتي بعد أن سجلت مرتفعات محافظة ريمة نجاحاً باهراً بنسبة مئة بالمئة خلال موسم زراعي واحد؛ وهو ما يعكس قدرة هذه الأرض الصلبة على احتضان محاصيل استراتيجية كانت لسنوات طويلة تعتمد كلياً على الاستيراد الخارجي بأسعار باهظة ومنهكة للمواطن البسيط.

تأثير نجاح أشجار الزيتون على الاقتصاد المحلي

استطاعت هذه التجربة الرائدة أن تثبت أن المناخ في تلك المرتفعات يشابه إلى حد كبير بيئات حوض المتوسط؛ الأمر الذي جعل انتشار أشجار الزيتون في ريمة ليس مجرد صدفة بل نتيجة طبيعية لخصوبة التربة اليمنية وتوفر الظروف الجوية الملائمة من ضباب ورطوبة، ولعل التحول من شراء الزيوت المستوردة بأسعار مضاعفة إلى الإنتاج المحلي سيساهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية عن آلاف الأسر التي كانت تعاني من تكاليف المعيشة المرتفعة؛ حيث يرى مزارعون مثل أحمد السنيدار أن حلم امتلاك حقول منتجة أصبح واقعاً ملموساً ينهي عقوداً من التبعية للأسواق الخارجية.

المؤشر الزراعي التفاصيل والنتائج
نسبة النجاح بلغت 100% في الموسم الأول لمحافظة ريمة.
المناخ الملائم تشابه كبير مع بيئة البحر الأبيض المتوسط.
الهدف الاقتصادي وقف استيراد الزيتون وتوفير منتج محلي بأسعار مناسبة.

عوامل مرتبطة بنمو أشجار الزيتون وتوسعها

تتعدد الأسباب التي جعلت من هذه الانطلاقة قصة نجاح ملهمة في القطاع الزراعي؛ حيث تكاتفت الجهود الفردية مع المزايا الطبيعية لتحقيق نتائج تفوق التوقعات الأولية، ويمكن تلخيص أبرز مقومات هذا النجاح في النقاط التالية:

  • القدرة العالية للتربة في محافظة ريمة على الاحتفاظ بالرطوبة اللازمة.
  • تجاوب الشتلات السريع مع الظروف المناخية الجبلية الفريدة.
  • الرغبة الحقيقية لدى المزارع اليمني في إيجاد بدائل اقتصادية مستدامة.
  • انخفاض تكاليف الرعاية مقارنة ببعض المحاصيل التقليدية الأخرى.

كيف تغير أشجار الزيتون وجه الزراعة في ريمة؟

إن الاعتماد المتزايد على زراعة أشجار الزيتون يفتح آفاقاً جديدة لا تقتصر فقط على الاستهلاك المحلي بل تمتد لتشمل إمكانية تصدير الفائض مستقبلاً؛ مما يعيد إلى الأذهان الأمجاد التي حققها البن اليمني في الأسواق العالمية، وبينما تتزايد مساحات الأراضي المغطاة بهذه الشجرة المباركة؛ تبرز فرص استثمارية مغرية تدعو إلى ضرورة دعم المزارعين بالخبرات الفنية اللازمة لضمان استمرار الجودة وتطوير عمليات العصر والتعبئة وفق المعايير الدولية.

تمثل التجربة الحالية في ريمة رسالة واضحة حول قدرة المزارع اليمني على تطويع الصعاب وتحويل التحديات الاقتصادية إلى فرص إنتاجية مبهرة، ومع استمرار نمو أشجار الزيتون وتوسع رقعتها الجغرافية؛ يبدو أن المنطقة في طريقها لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج الزيوت الطبيعية؛ مما يعزز السيادة الغذائية ويفتح أبواب الرخاء للمجتمع الريفي المحيط بهذه المرتفعات الخضراء.

مشاركة: