الذهب يتجاوز 4500 دولار للأوقية في سابقة تاريخية لم تشهدها الأسواق المالية من قبل؛ حيث قفزت الأسعار لمستويات قياسية مدفوعة بموجة من التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي دفعت المستثمرين نحو التحوط بالمعدن الأصفر بوصفه ملاذا آمنا يحمي القيمة المالية في ظل الاضطرابات الدولية القائمة حاليا وتزايد حالة عدم اليقين العالمي.
الأسباب الكامنة وراء قفزة أسعار الذهب الحالية
تضافرت مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية لتدفع أسعار الذهب نحو هذا الارتفاع الجنوني؛ إذ شكلت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا محركا أساسيا للمخاوف بشأن استقرار إمدادات الطاقة العالمية، وهو ما تزامن مع رغبة الأسواق في تسعير خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال العام المقبل؛ مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالسبائك مقارنة بالسندات، خاصة وأن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة لم تنجح في كبح جماح هذا الصعود رغم قوتها الواضحة في مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي والنشاط التجاري السنوي.
مستويات فنية جديدة في أداء الذهب تاريخيًا
شهدت المعاملات الفورية تسجيل أرقام غير مسبوقة عكست الثقة المتزايدة في قيمة الذهب الشرطية؛ ويمكن رصد التحركات السعرية الأخيرة من خلال الجدول التالي الذي يوضح الفوارق السعرية المسجلة خلال الجلسة:
| المعدن والنوع | السعر المسجل |
|---|---|
| الذهب في المعاملات الفورية | 4,515.02 دولار |
| أعلى قمة تاريخية للأوقية | 4,525.16 دولار |
| نسبة الارتفاع اللحظي | 0.20% |
نمو الطلب وتأثر المعادن الثمينة بحركة الذهب
أدى الارتفاع الحاد في سعر الذهب إلى جر مجموعة من المعادن الثمينة والصناعية نحو مستويات خضراء قوية؛ حيث تفاعل المتداولون مع المشهد عبر تنويع محافظهم الاستثمارية لتشمل خيارات معدنية أخرى حققت قفزات نوعية بالتزامن مع نشاط الذهب الواسع؛ وهو ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
- ارتفاع الفضة لمستوى قياسي بتجاوز حاجز 72.7 دولار للأوقية بنسبة صعود بلغت 1%.
- صعود معدن البلاتين بنسبة 4% ليصل إلى أعلى مستوى منذ 17 عاما عند 2,377.5 دولار.
- نمو عقود النحاس في بورصة لندن لتسجل رقما تاريخيا جديدا عند 12,095.25 دولار للطن.
- زيادة العقود الأمريكية الآجلة للنحاس لتصل إلى 5.57 دولار للرطل الواحد.
- تأهب الأسواق لتقلبات حادة محتملة مع اقتراب عطلات أعياد الميلاد الرسمية.
تأثيرات البيئة الجيوسياسية على استقرار الذهب
يبقى الذهب هو الشاغل الأكبر للمتعاملين مع تراجع أحجام التداول في الأسواق الأوروبية والآسيوية وتوجه الأسواق الأمريكية للإغلاق المبكر؛ مما يفتح الباب أمام تذبذبات سعرية قد تكون حادة في الاتجاهين الصاعد والهابط؛ فرغم نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3%؛ إلا أن الذهب استمر في تحطيم الأرقام نتيجة التركيز على المسار طويل الأمد للسياسة النقدية.
تفرض هذه التحولات التاريخية واقعا جديدا على خارطة الاستثمارات العالمية مع بقاء الذهب في صدارة المشهد المالي؛ حيث يراقب المحللون عن كثب التطورات الميدانية والقرارات البنكية المركزية لتقدير مدى استمرارية هذه القمم السعرية وقدرة الأسواق على استيعاب تلك الضغوط المستجدة في ظل المناخ السياسي الراهن.