تخطي إلى المحتوى الرئيسي

تحرك تاريخي.. رئيس قسم التغليف يكشف تفاصيل تركيب مركب خوفو الثانية بالمتحف المصري الكبير

تحرك تاريخي.. رئيس قسم التغليف يكشف تفاصيل تركيب مركب خوفو الثانية بالمتحف المصري الكبير
A A

تركيب مركب خوفو الثانية يمثل الخطوة الأكثر تعقيدًا وإثارة للاهتمام ضمن جهود البعثات الأثرية في المتحف المصري الكبير؛ حيث بدأت فرق العمل المتخصصة في تنفيذ واحدة من أكبر عمليات ترميم الآثار العضوية على مستوى العالم؛ وذلك بهدف إعادة إحياء هذا الأثر الفريد الذي ظل مدفونًا لآلاف السنين في ظروف بيئية قاسية أثرت بشكل مباشر على سلامة أخشابه التاريخية.

تحديات تقنية واجهت فريق ترميم مركب خوفو الثانية

المشروع الضخم الذي بدأ بدارسات علمية مكثفة منذ عام 2009 واجه صعوبات بالغة بسبب الحالة الإنشائية للقطع الخشبية؛ فقد كانت نسبة الرطوبة داخل حفرة الدفن تتجاوز 85% مما جعل الأخشاب في حالة هشة للغاية، وقد استلزم هذا الوضع اختيار مواد كيميائية وأساليب تقنية متطورة لاستخراج القطع وترميمها دون إحداث أي ضرر هيكلي قبل البدء في تجميع مركب خوفو الثانية مجددًا، حيث تطلب الأمر تضافر جهود الخبراء من مصر واليابان لإدارة هذه المرحلة الحرجة التي اعتذرت عنها بعثات دولية سابقة لصعوبتها البالغة.

مواصفات الهيكل والمكونات في مركب خوفو الثانية

تتكون السفينة الأثرية من تفاصيل إنشائية دقيقة تم رصدها وتوثيقها بعناية فائقة لضمان دقة إعادة البناء، وتتضمن المكونات الأساسية ما يلي:

  • عدد القطع الخشبية المكونة للهيكل يصل إلى 1650 قطعة.
  • استخدام هيكل معدني داخلي لتدعيم الأخشاب الضعيفة.
  • الاعتماد على دعامات غير مرئية للزوار لضمان القوة الذاتية.
  • إكمال الأجزاء المفقودة باستخدام مواد مطابقة للمواصفات الأصلية.
  • تجميع القطع وفق خريطة رقمية تحدد موضع كل جزء بدقة.

الجدول الزمني لمشروع مركب خوفو الثانية بالمتحف

المرحلة الإنشائية المدة المتوقعة والتفاصيل
إتمام التجميع النهائي من 3 إلى 4 سنوات عمل متواصل
عرض العمل للجمهور متابعة حية ومباشرة من الزوار
وتيرة تركيب القطع إضافة قطع جديدة بشكل دوري منتظم

آلية تركيب مركب خوفو الثانية أمام الزوار

تعتمد الاستراتيجية الحالية للمتحف المصري الكبير على منح الزائر تجربة استثنائية من خلال مشاهدة عملية تركيب مركب خوفو الثانية بشكل حي ومباشر؛ حيث سيتمكن الجمهور من رصد التطور الدوري في شكل الهيكل الخشبي مع كل زيارة جديدة للمتحف، وهذا الأسلوب يهدف إلى إبراز الجهد البشري المبذول في صيانة التراث الإنساني وتوضيح التفاصيل الدقيقة التي تمر بها السفينة وصولًا لشكلها النهائي الذي سيعرض للجمهور لاحقًا.

تستمر أعمال تجميع مركب خوفو الثانية بوتيرة ثابتة لضمان إنهاء هذا التحدي الأثري بنجاح؛ حيث يمثل وجود الهيكل المعدني الداخلي ضمانة أساسية لاستقرار الأثر وحمايته من الانهيار بسبب وزنه الذاتي، وسوف تظل الأخشاب الأصلية هي العنصر الطاغي والوحيد الذي يظهر للعيان عند اكتمال هذا الصرح العظيم ليصبح أيقونة عالمية جديدة.

مشاركة: