الازهر للفتوى يؤكد أن حماية العقل والنفس من ضروريات الدين التي لا تقبل المساس، حيث شددت الشريعة على تحريم كل ما يغيب الوعي سواء بالوسائل المادية كالمسكرات أو الوسائل المعنوية كالأوهام، معتبراً أن الاعتماد على الغيبيات والمنجمين يفسد العقيدة ويقود المجتمع نحو هاوية الجهل والاضطرابات النفسية والسلوكية العميقة.
موقف الازهر للفتوى من محاولات تغييب العقل
يرى علماء الشريعة أن الإسلام جاء لتحرير الإنسان من قيد الخرافة وضلالات الكهانة التي تسلب المرء إرادته، وقد استند الازهر للفتوى في بيانه إلى ضرورة التمييز بين العلم التجريبي القائم على المشاهدة وبين الادعاءات الزائفة التي لا تزيد الناس إلا وهنا وضياعاً؛ فالتعلق بغير الله في جلب النفع أو دفع الضر يعد انحرافاً عن الفطرة السليمة التي قررها القرآن الكريم، ويحذر المركز من أن الانجراف خلف هذه الأكاذيب قد يتطور من مجرد حب استطلاع إلى فساد تام في الاعتقاد يعقبه ارتكاب أفعال إجرامية تحت ستار قراءات الغيب المزعومة؛ مما يستوجب الحذر من كافة الأنماط التي تروج لمثل هذه الثقافات الدخيلة على مجتمعاتنا.
أسباب تحريم الازهر للفتوى لادعاءات الغيب
تتعدد الدوافع الشرعية والاجتماعية التي جعلت المؤسسة الدينية تقف بحزم ضد ممارسات التنجيم، ولعل أبرز ما رصده الازهر للفتوى في هذا السياق يتلخص في النقاط التالية:
- التصادم الصريح مع النصوص الدينية التي تحصر علم الغيب في الخالق وحده سبحانه.
- علاقة هذه الممارسات بطقوس وثنية قديمة يتم تسويقها اليوم بأسماء وشاشات جذابة.
- تعريض الأفراد لخطر الإصابة بالأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية نتيجة القلق من التوقعات.
- نشوب النزاعات الأسرية وارتكاب جرائم بحق النفس والأهل بناء على استنتاجات واهمة.
- تبديد الأموال في التكسب من المحرمات عبر استغلال حاجة الناس وضعفهم المعرفي.
تداعيات مخالفة نهج الازهر للفتوى في المجتمع
إن ما يشهده الواقع الحالي من انتشار واسع لخبراء الأبراج والتاروت هو في الحقيقة وجه جديد للكهانة القديمة التي حذر منها النبي الكريم، وأوضح الازهر للفتوى أن السكوت عن هذه الظواهر يمهد الطريق لانتشار الإلحاد والاكتئاب والفقر المترتب على اتباع الخطوات الواهية؛ فالانسياق خلف حركة النجوم والكواكب للتنبؤ بالأحداث لا يمت للعلم بصلة ويعد جريمة أخلاقية ودينية تتطلب وعياً جماعياً للتصدي لها ومنع الترويج لأصحابها.
| الممارسة المحظورة | التوصيف الشرعي والقانوني |
|---|---|
| التنبؤ بالمستقبل عبر الأبراج | كهانة مستحدثة وجريمة تضليل |
| التكسب من القراءة والتنجيم | مال سحت ومحرم شرعاً |
| الاستماع للمشعوذين وتصديقهم | مخالفة توجب عدم قبول الصلاة |
يجب على الجميع إدراك أن الثقة في الغيبيات الزائفة تفتح أبواباً مغلقة من الأزمات الفكرية التي لا تنتهي بسهولة، وينبه الازهر للفتوى بأن العودة لجوهر الإيمان والاعتماد على الأسباب العلمية الحقيقية هو السبيل الوحيد للنجاة من فخاخ الدجل؛ حيث يظل الوعي هو الحصن المنيع الذي يحمي المجتمع من الانزلاق في براثن الجهل.