الأطعمة فائقة المعالجة تمثل خطرا داهما يهدد الصحة العامة بعد أن كشفت تقارير صحفية حديثة عن نتائج دراسة موسعة تربط بين استهلاك هذه المنتجات وزيادة احتمالات الإصابة بنحو اثنتين وثلاثين مشكلة صحية مزمنة؛ إذ تبرز أمراض القلب والسكري من النوع الثاني واضطرابات الصحة النفسية كأبرز التحديات المرتبطة بنمط التغذية الحديث.
تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على مخاطر سرطان الرئة
أكد الباحثون في دراسة نشرتها مجلة ثوراكس المتخصصة في أمراض الجهاز التنفسي وجود علاقة طردية بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة بشكل ملحوظ؛ حيث تشكل هذه الأطعمة أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها الأفراد في مجتمعات متقدمة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتعتمد هذه المنتجات على عمليات تصنيع معقدة تتضمن إضافات كيميائية ومواد حافظة تمنحها فترة صلاحية طويلة وتجعلها سهلة التحضير أو التسخين الفوري، وقد حذر العلماء من أن تزايد الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية يساهم في تفاقم أزمة السرطان العالمية التي حصدت أرواح نحو مليوني شخص خلال عام واحد فقط.
المكونات التي تجعل الأطعمة فائقة المعالجة تفتقر للقيمة الغذائية
تعتمد الأبحاث العلمية في تصنيف المنتجات الضارة على مدى التدخل الصناعي في تركيبتها الطبيعية؛ إذ تشمل القائمة مجموعة واسعة من السلع المنتشرة في المتاجر والأسواق، وفيما يلي توضيح لأبرز هذه الفئات:
- اللحوم المحولة مثل الهامبرجر والهوت دوج والنقانق المملحة.
- المشروبات الغازية والعصائر المحلاة صناعيا بمختلف أنواعها.
- الوجبات الخفيفة والرقائق المملحة والمقرمشات المقلية.
- المخبوزات الجاهزة وحبوب الإفطار المضاف إليها نسب عالية من السكر.
- الصلصات الجاهزة والحساء سريع التحضير الذي يحتوي على محسنات نكهة.
- الحلويات الصناعية والمكرونة سريعة التحضير والبيتزا المجمدة.
نتائج تتبع استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة لمدة طويلة
اعتمد الخبراء في تحليلهم على بيانات ضخمة شملت أكثر من مئة ألف مشارك جرت متابعتهم لمدة ناهزت اثني عشر عاما؛ وأظهرت النتائج أن الفئة التي تفرط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة كانت أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى واحد وأربعين بالمئة مقارنة بغيرهم، ويوضح الجدول التالي التوزيع النسبي لبعض المنتجات الشائعة في النظام الغذائي للمشاركين:
| نوع الغذاء المستهلك | النسبة المئوية في النظام الغذائي |
|---|---|
| اللحوم المعلبة والمصنعة | أحد عشر بالمئة |
| المشروبات الغازية بأنواعها | سبعة بالمئة |
| الوجبات الجاهزة والمجمدة | ستة بالمئة |
تعد ممارسات الطهي المنزلي والاعتماد على الخضراوات والحبوب الكاملة من أهم الخطوات الوقائية لمواجهة تداعيات الأطعمة فائقة المعالجة على الجسم؛ فرغم صعوبة تجنب المنتجات المصنعة تماما في ظل نمط الحياة المتسارع، فإن الوعي بمكونات الغذاء يقلل من تراكم السموم الناتجة عن عمليات التصنيع والتعليب، ويساهم هذا التوازن الغذائي في حماية الخلايا من التحولات السرطانية ودعم وظائف الجهاز التنفسي.
