مخاطر الهواتف الذكية للأطفال تتصدر اهتمامات الأوساط الطبية بعد تحذيرات واسعة النطاق أطلقتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مؤخرًا؛ حيث كشفت دراسات حديثة عن وجود علاقة طردية بين ملكية هذه الأجهزة في سن مبكرة وبين تدهور الحالة الصحية والبدنية للمراهقين؛ الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في التوقيت المناسب لمنح الصغار وسيلة تواصل تمنحهم ولوجًا مفتوحًا على الفضاء الرقمي بكل تعقيداته المؤثرة على نموهم السليم.
ارتباط مخاطر الهواتف الذكية للأطفال بالاضطرابات الصحية
أظهرت البيانات التي جمعها باحثون بمستشفى فيلادلفيا للأطفال أن تجاوز سن الثانية عشرة دون امتلاك جهاز محمول يقلل من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة؛ إذ سجل المراهقون الذين حصلوا على هواتفهم في سن الثالثة عشرة استقرارًا أكبر في حالتهم النفسية مقارنة بمن حصلوا عليها قبل ذلك الوقت؛ فالأطفال الأصغر سنًا كانوا أكثر عرضة بنسبة ستين بالمائة لمواجهة مشكلات حادة في النوم؛ بينما ارتفعت لديهم نسب السمنة بسبب تراجع النشاط البدني وزيادة فترات الخمول أمام الشاشات؛ مما يعكس عمق مخاطر الهواتف الذكية للأطفال في مراحل النمو الحساسة التي تتطلب بناء عادات صحية مستدامة بعيدًا عن الإدمان الرقمي المفرط.
تشريعات دولية لمواجهة مخاطر الهواتف الذكية للأطفال
تسابقت الحكومات حول العالم لفرض قيود قانونية صارمة تهدف إلى حماية القاصرين من الآثار الجانبية للتكنولوجيا؛ حيث برزت عدة دول وولايات أمريكية في هذا المضمار من خلال إجراءات تشمل ما يلي:
- حظر منصات التواصل الاجتماعي لمن هم دون السادسة عشرة كما فعلت أستراليا.
- إلزام شركات التقنية الكبرى بتفعيل أدوات حجب الوصول القسري للمستخدمين الصغار.
- اشتراط الحصول على موافقة خطية من أولياء الأمور لإنشاء حسابات المراهقين.
- دراسة سن قوانين وطنية جديدة في ماليزيا للحد من التغلغل الرقمي المبكر.
- تطبيق معايير صارمة في ولايات مثل فلوريدا وأوهايو لتقليل مخاطر الهواتف الذكية للأطفال.
تداعيات مخاطر الهواتف الذكية للأطفال على الصحة النفسية
يرى المتخصصون في الطب النفسي أن امتلاك الهاتف في مرحلة انتقالية مبكرة يفتح الباب أمام اضطرابات نفسية سريرية صعبة المعالجة؛ إذ تزداد حدة الاكتئاب والقلق نتيجة المقارنات الاجتماعية والتعرض لمحتوى غير مراقب؛ وهو ما دفع المؤسسات الصحية للتأكيد على ضرورة تأخير هذه الخطوة قدر الإمكان لضمان نضج الطفل وقدرته على التعامل مع التأثيرات النفسية المختلفة؛ كما يوضح الجدول التالي بعض النتائج المقلقة التي رصدتها الفرق البحثية المتخصصة في هذا الشأن:
| المؤشر الصحي | نسبة التأثر السلبي |
|---|---|
| جودة النوم والراحة | تراجع حاد بنسبة 60% |
| زيادة وزن الجسم | ارتفاع بنسبة 40% |
| الاستقرار النفسي | خطر الإصابة بالاكتئاب السريري |
تتزايد الحاجة حاليًا إلى صياغة سياسات عامة متكاملة توازن بين الاستفادة من التطور التقني وبين حماية الأجيال الناشئة من الأضرار التي يسببها الانخراط المبكر في العالم الافتراضي؛ فالتوعية المجتمعية والرقابة الأبوية تظلان الركيزة الأساسية لضمان سلامة الأبناء الجسدية والنفسية أمام تلك التحديات الرقمية المتصاعدة التي يشهدها عصرنا الحالي.