مترو الإسكندرية يبرز اليوم كأحد أهم المشروعات القومية التي تشهد تقدمًا ملموسًا في أعمال المرحلة الأولى؛ حيث يمتد هذا المسار الحيوي بطول يتجاوز واحدًا وعشرون كيلومترًا ليربط بين محطة أبو قير ومحطة مصر، ويمثل المشروع تحولًا جذريًا في بنية النقل التحتية التي تخدم ملايين المواطنين والزائرين في عروس البحر المتوسط.
تطور المسار العلوي وتركيب كمرات مترو الإسكندرية
تتسارع خطط التنفيذ في الميدان لتشمل قطاعات واسعة تبدأ من محطة طوسون وصولًا إلى غبريال؛ حيث تظهر بوضوح أعمال تركيب الكمرات الخرسانية الضخمة التي تشكل العمود الفقري للمسار العلوي، وتتوازى هذه الجهود مع عمليات صب الخوازيق وتشييد الأعمدة والبلاطات الإنشائية لضمان استقرار الطريق المرتفع الذي يمتد لمسافة تزيد عن خمسة عشر كيلومترًا، بينما تتركز العمليات في المناطق السطحية على تهيئة التربة ووضع الأساسات المتينة للمحطات الست التي تقع على مستوى الأرض؛ مما يعكس دقة الهندسة في التعامل مع الطبيعة الجغرافية للمدينة وتفادي التقاطعات المرورية المعقدة.
رفع الكفاءة التشغيلية عبر مترو الإسكندرية الجديد
تهدف الدولة من خلال هذا المرفق الحديث إلى إحداث طفرة في معايير الجودة والسرعة؛ حيث ستتغير تجربة التنقل اليومي بشكل كامل وفق المؤشرات التالية:
- رفع الطاقة الاستيعابية لتصل إلى ستين ألف راكب في الساعة لكل اتجاه.
- تقليص زمن الرحلة الإجمالي من خمسين دقيقة إلى خمس وعشرين دقيقة فقط.
- زيادة السرعة التشغيلية للعربات لتصل إلى مائة كيلومتر في الساعة.
- تخفيض زمن التقاطر بين القطارات ليكون دقيقتين ونصف بدلًا من عشر دقائق.
- إلغاء كافة المزلقانات والمعابر غير القانونية لتوفير أعلى درجات الأمان.
وتستمر الأعمال الإنشائية في ورش الصيانة بمنطقتي كفر عبده وأبو قير لتجهيز المباني الإدارية والبنية الأساسية اللازمة لاستقبال الوحدات المتحركة فور اكتمال المسار.
التكامل اللوجستي ومستقبل مترو الإسكندرية في المنطقة
يعمل التصميم الحالي على خلق شبكة ترابط لوجستية فريدة؛ إذ يتيح للركاب حرية الانتقال بين وسائل النقل المختلفة في نقاط محورية مثل محطتي سيدي جابر ومصر اللتين تربطان المترو بخطوط سكك حديد الوجه البحري، كما تظهر البيانات الفنية في الجدول التالي لتوضيح نطاق المشروع وتوسعاته المخطط لها:
| المرحلة | النطاق الجغرافي |
|---|---|
| المرحلة الأولى | من أبو قير إلى محطة مصر بطول 21.7 كم. |
| المرحلة الثانية | من الظاهرية إلى الكيلو 21 بطريق مطروح. |
| المرحلة الثالثة | الربط مع مطار برج العرب والقطار السريع. |
تستمر التجهيزات الفنية لدراسة استكمال المسارات نحو غرب المدينة؛ حيث تهدف المرحلة الثالثة إلى ربط محطة برج العرب بشبكة القطار الكهربائي السريع لضمان وصول سهل للمسافرين وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية، وهذا المشروع يعزز من مفهوم النقل الأخضر الذي يعتمد كليًا على الطاقة الكهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.