شق عضلة المرئ بالمنظار نجحت كجراحة دقيقة ونادرة داخل أروقة مستشفى سيد جلال الجامعي التابع لجامعة الأزهر، حيث استطاع الفريق الطبي إنقاذ طفلة لم تتجاوز العامين من عمرها كانت تعاني من اضطراب حاد في وظائف الجهاز الهضمي أدى إلى تدهور حالتها الصحية؛ إذ واجهت الصغيرة صعوبات بالغة في عملية البلع وقيئا مستمرا مما أثر بشكل مباشر على معدلات نموها الطبيعية وبنيتها الجسدية الضعيفة التي لم تتخط تسعة كيلوجرامات، وقد تطلبت هذه الحالة تدخلا عاجلا من الخبراء باستخدام أحدث التقنيات الطبية المتاحة عالميا لضمان استعادة الطفلة لقدرتها الطبيعية على الغذاء دون مضاعفات جراحية تقليدية.
خطوات تنفيذ جراحة شق عضلة المرئ بالمنظار والأدوات المستخدمة
تعتمد تقنية شق عضلة المرئ بالمنظار المعروفة علميا بمصطلح بويم على استراتيجية التدخل المحدود دون الحاجة إلى فتح جراحي واسع، وهو ما يقلص فترة الاستشفاء ويقلل من آلام ما بعد الجراحة بشكل كبير خاصة في الأعمار الصغيرة؛ حيث تضمن الإجراء الطبي سلسلة من الخطوات المعقدة بدأت بتجهيز الطفلة وتقييم حالتها الصحية من قبل فريق التخدير المتخصص لضمان استقرار العلامات الحيوية أثناء العملية التي تُجرى عبر الفتحات الطبيعية للجسم، وقد شملت الترتيبات الفنية والطبية عناصر أساسية لضمان دقة العمل داخل التجويف المريئي وفق المعايير التالية:
- تحضير منظار الجهاز الهضمي المتطور المخصص للأطفال بعناية فائقة.
- إجراء شق دقيق في الطبقة المخاطية المبطنة لجدار المريء.
- خلق نفق تحت المخاطية للوصول إلى الألياف العضلية المتشنجة.
- قطع العضلات المنقبضة لتسهيل مرور الطعام بشكل انسيابي للمعدة.
- إغلاق الفتحة المريئية باستخدام مشابك جراحية مخصصة لهذه الأغراض.
أهمية تقنية شق عضلة المرئ بالمنظار في الحالات النادرة
يعتبر نجاح عملية شق عضلة المرئ بالمنظار لهذه الحالة تحديدا إضافة نوعية للسجلات الطبية كونه يطبق على طفل يزن أقل من عشرة كيلوجرامات، وهو ما يمثل تحديا تقنيا كبيرا يتطلب مهارة استثنائية من الطبيب المنفذ وفهم عميق لتشريح الجهاز الهضمي لدى الرضع؛ إذ إن الدقة في التعامل مع الأنسجة الرقيقة تمنع حدوث أي ثقوب أو نزيف قد يهدد حياة المريض الصغير، ويمثل هذا الإنجاز الذي تم بمشاركة وحدة جراحة الأطفال وقسم الكبد والجهاز الهضمي قفزة في نوعية الخدمات العلاجية المقدمة في المستشفيات الجامعية المصرية التي تتبني الأبحاث المتطورة في علاج أكاليزيا الأطفال.
| الفريق المشارك | الدور والمسؤولية |
|---|---|
| قسم الكبد والجهاز الهضمي | تنفيذ التدخل بالمنظار العلاجي |
| وحدة جراحة الأطفال | الإشراف البحثي والمتابعة الإكلينيكية |
| قسم التخدير والرعاية | تأمين الحالة الحيوية تحت التخدير الكلي |
النتائج المترتبة على شق عضلة المرئ بالمنظار لدى الأطفال
ساهمت جراحة شق عضلة المرئ بالمنظار في إنهاء معاناة الطفلة مع مرض الأكاليزيا الذي كان يحرمها من التغذية السليمة، حيث أثبتت الأشعة والتحاليل اللاحقة للعملية تحسنا جذريا في وظائف المريء واختفاء الاحتقان والانسداد الذي كان يعيق مرور السوائل والمواد الصلبة؛ ويعكس هذا النجاح الطبي التنسيق الكامل بين الأطباء بمختلف التخصصات في كلية طب الأزهر تحت رعاية القيادات الجامعية التي تدعم توفير التكنولوجيا الحديثة لخدمة المرضى مجانا، مما يفتح آفاقا أوسع لعلاج العيوب الخلقية والاضطرابات الوظيفية المعقدة بأمان تام.
استعادت الطفلة استقرارها الصحي بعد ساعات من المراقبة الدقيقة في وحدة الرعاية المركزة عقب خضوعها لعملية شق عضلة المرئ بالمنظار الناجحة، حيث بدأت في تناول السوائل تدريجيا دون ظهور أعراض القيء السابقة، ويدل استجابة جسدها السريعة للتعافي على كفاءة الفريق الطبي في تنفيذ الإجراء بأعلى معايير الجودة الطبية المتبعة في المراكز العالمية المتخصصة.