مكاسب الذهب منذ بداية 2025 تبرز بوضوح في المشهد الاقتصادي الحالي؛ إذ سجل المعدن النفيس قفزة تجاوزت نسبتها السبعين بالمائة منذ انطلاق العام، وهذا الصعود الملحوظ يأتي مدفوعا بسلسلة من المستويات القياسية التي جرت كتابتها في دفاتر التداول العالمية؛ حيث استمدت الأسواق قوتها من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وما تبعها من تحولات هيكلية في استراتيجيات الاستثمار الدولية.
العوامل المحركة لارتفاع أسعار الذهب عالميا
يرتبط نمو مكاسب الذهب منذ بداية 2025 بمجموعة من المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تضافرت معا؛ إذ أدى الطلب المتزايد من البنوك المركزية إلى خلق قاعدة دعم قوية تمنع التراجعات الحادة، كما لعبت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالمعدن المادي دورا محوريا في الحفاظ على هذا الزخم؛ نظرا لاعتمادها على الذهب كأداة تحوط أساسية لمواجهة التضخم العالمي والتقلبات التي تشهدها العملات الورقية الكبرى في ظل الأزمات الراهنة؛ ويمكن تلخيص أبرز مسببات هذا الصعود في النقاط التالية:
- تزايد التكهنات بشأن سياسات التيسير النقدي من قبل الفيدرالي الأمريكي.
- تصاعد التوترات السياسية في مناطق حيوية حول العالم مما عزز طلب الملاذ الآمن.
- لجوء المؤسسات المالية الضخمة نحو تنويع الاحتياطيات بعيدا عن العملات التقليدية.
- ارتفاع حجم الحيازات لدى صناديق الاستثمار التي تركز على الأصول المادية.
- نمو الطلب الاستهلاكي في الأسواق الناشئة الكبرى مدفوعا بتوقعات استمرار الصعود.
تأصيل مكاسب الذهب منذ بداية 2025 في الأسواق المحلية
تعكس الأرقام المسجلة في نهاية العام استجابة سريعة للتحولات العالمية؛ فالسوق المحلي شهد تحركات موازية جعلت من المعدن الأصفر وسيلة حفظ القيمة الأكثر جاذبية للمصريين، وتوضح البيانات التالية مستويات الأسعار التي وصل إليها المعدن في الأيام الأخيرة من السنة الحالية:
| نوع العيار | السعر المسجل بالجنية |
|---|---|
| ذهب عيار 24 | 6662 جنيها |
| ذهب عيار 21 | 5830 جنيها |
| ذهب عيار 18 | 4997 جنيها |
| الجنيه الذهب | 46640 جنيها |
الذهب كبديل استراتيجي في ظل تراجع الدولار
لعبت سياسة التخلص من العملة الأمريكية دورا جوهريا في تعظيم مكاسب الذهب منذ بداية 2025؛ فقد اتجهت دول عديدة نحو تقليص اعتمادها على الدولار في تعاملاتها الدولية والاحتياطية منذ اندلاع النزاعات الكبرى، وهذا التحول أدى إلى تدفق رؤوس أموال ضخمة نحو سوق الذهب بصفته الأصل الوحيد الذي لا يرتبط بمخاطر ائتمانية لدولة معينة؛ مما جعله الحصن المنيع الذي يحمي الثروات من التآكل وقت الحروب والأزمات الاقتصادية الخانقة التي طالت العديد من القوى الاقتصادية التقليدية.
تظل مكاسب الذهب منذ بداية 2025 شاهدا على قوة الأصول الملموسة في أوقات عدم اليقين؛ حيث نجح المعدن في التفوق على أدوات استثمارية أخرى بفضل توازن الطلب المادي والمضاربات المالية، ومع استمرار هذه المعطيات يبقى بريق الذهب ثابتا في وجه العواصف الاقتصادية العالمية التي تعيد تشكيل خارطة توزيع الثروات.