الذهب يحطم حاجز الـ4400 دولار في تطور دراماتيكي لم تشهده الأسواق المالية من قبل؛ حيث سجل المعدن الأصفر رقما قياسيا تاريخيا خلال تعاملات يوم الاثنين يعكس حالة من التحول الجذري في بوصلة الاستثمارات العالمية نتيجة التقلبات الاقتصادية المستمرة؛ مما دفع المستثمرين نحو البحث عن ملاذات آمنة تحمي أصولهم المالية من مخاطر التضخم المتزايد.
القفزات التاريخية وأداء الذهب في الأسواق
تجاوزت أسعار الذهب الفورية مستوى 4400.29 دولار للأونصة قبل أن تستقر قليلا عند 4397.16 دولار؛ وهو ما يمثل زيادة يومية تقدر بنحو 1.4% في وقت تشير فيه البيانات إلى أن الذهب استطاع تحقيق مكاسب مهولة بلغت 67% منذ بداية العام الحالي. هذا الأداء الاستثنائي مكن المعدن من تحطيم حواجز نفسية وفنية كانت تعتبر بعيدة المنال في فترات سابقة؛ كما أن العقود الآجلة في الولايات المتحدة تسليم فبراير سجلت ارتفاعا بنسبة تقارب 1% لتستقر عند 4430.30 دولار. يمكن تلخيص هذه الأرقام المذهلة في النقاط التالية:
- الذهب يخترق حاجز 4400 دولار للمرة الأولى في تاريخه.
- الفضة تحقق قفزة صاعقة بنسبة 138% منذ مطلع العام الجاري.
- البلاتين يصل إلى أعلى مستوياته منذ 17 عاما ببلوغه 2057 دولارا.
- البلاديوم يسجل أعلى قمة له في ثلاث سنوات عند 1786 دولارا.
- ارتقاء سعر الفضة إلى 69.44 دولار للأونصة بزيادة يومية 3.3%.
العوامل المحركة لارتفاع الذهب والفضة
يشير المحللون الفنيون إلى أن استمرار زخم الذهب يعود إلى تضافر مجموعة من الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية التي جعلت منه الخيار الأول للبنوك المركزية الكبرى؛ حيث ساهم ضعف الدولار الأمريكي في جعل الشراء أكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم. علاوة على ذلك؛ فإن الاتجاه نحو خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في العام القادم يعزز من فرص صعود المعادن النفيسة التي لا تدر عائداً ثابتاً ولكنها تحتفظ بقيمتها الجوهرية.
| المعدن النفيس | السعر المسجل | نسبة الارتفاع/الحالة |
|---|---|---|
| الذهب الفوري | 4400.29 دولار | ارتفاع قياسي تاريخي |
| الفضة | 69.44 دولار | صعود بنسبة 138% سنوياً |
| البلاتين | 2057.15 دولار | أعلى مستوى منذ 17 عاماً |
المسار الفني لأسعار الذهب والمستويات القادمة
بناء على التحليلات التقنية الحديثة فإن الذهب قد يستهدف مستوى 4427 دولاراً للأونصة في المدى المنظور بعد تجاوزه عقبة المقاومة عند 4375 دولاراً؛ ومن الجدير بالذكر أن تراجع وتيرة نمو الوظائف في الولايات المتحدة يضغط على صانعي السياسة النقدية لاعتماد نهج أكثر تيسيراً العام المقبل. ورغم احتمالات جني الأرباح مع نهاية العام؛ إلا أن العوامل الموسمية تظل داعمة لبقاء الذهب في المنطقة الخضراء خلال الأسابيع القليلة المقبلة نتيجة استمرار الطلب المؤسسي المكثف.
تظل حركة المعادن الثمينة مرتبطة بشكل وثيق بالقرارات السياسية والاقتصادية الكبرى التي يتخذها الفيدرالي الأمريكي؛ حيث يتوقع الخبراء أن تظل أسعار الذهب والفضة في مسار صاعد ما دام التوتر يسود المشهد العالمي. إن مراقبة مستويات التداول الحالية توضح رغبة المستثمرين في التحوط ضد أي هزات نقدية قد تطرأ على العملات الرئيسية في المدى القريب.
