المؤامرة ضد الشماليين تتصاعد وتيرتها في الآونة الأخيرة من خلال خطاب إعلامي يحاول تشويه الحقائق التاريخية وتصوير الفشل وكأنه قدر حتمي يلاحق أبناء هذه المناطق، بينما تأتي هذه السردية في وقت حساس يسعى فيه البعض لتلميع صورة المليشيات المسلحة على حساب المقاومة الشعبية التي صمدت لسنوات طويلة في ظروف بالغة التعقيد والخطورة.
خلفيات تكريس خطاب المؤامرة ضد الشماليين في المشهد اليمني
يتعرض أبناء المحافظات الشمالية لحملة منظمة تشارك فيها شخصيات سياسية ودينية تهدف إلى ترسيخ فكرة العجز الشعبي عن مواجهة التمدد الحوثي، حيث يتناسى هؤلاء أن المؤامرة ضد الشماليين بدأت بتعطيل الجبهات العسكرية في اللحظات الحاسمة التي كان فيها المقاومون على أبواب النصر؛ فالمعطيات الميدانية تشير بوضوح إلى أن تحرير المحافظات الجنوبية لم يكن ليتحقق لولا التدخل المباشر من قوات التحالف العربي، وهو أمر يحاول البعض إغفاله لإلصاق تهمة التقاعس بالكتل السكانية في الشمال والوسط رغم تضحياتهم المستمرة.
كيف أجهضت التدخلات الدولية نضال اليمنيين؟
تشير الوقائع التاريخية إلى أن القوات المناهضة للانقلاب حققت اختراقات نوعية في عدة جبهات استراتيجية قبل أن تتدخل الضغوط الخارجية، ولولا تلك العراقيل لكانت خارطة السيطرة مختلفة تمامًا عما هي عليه اليوم، ويمكن تلخيص أبرز المناطق التي وصل إليها المقاتلون قبل التوقف القسري فيما يلي:
- مشارف العاصمة صنعاء وبالتحديد في المرتفعات الجبلية بمنطقة نهم.
- الأطراف الاستراتيجية لميناء الحديدة الذي يمثل شريان الحياة الرئيسي للمنطقة.
- المناطق الحيوية والمراكز الهامة في محافظات صعدة وحجة والجوف.
- المرتفعات الوعرة في محافظة البيضاء التي تمثل قلب اليمن الجغرافي.
تأثير التضاريس والتمويل على حقيقة المؤامرة ضد الشماليين
ثمة فارق جوهري في كلفة التحرير بين المناطق السهلية والجبلية الوعرة التي يتطلب القتال فيها إمكانيات عسكرية ولوجستية ضخمة، ومع ذلك استطاعت المؤامرة ضد الشماليين أن تحول هذا التحدي الجغرافي إلى دليل إدانة سياسي ضد المقاومة الوطنية؛ فبينما كانت الدول الغنية تضخ أموالها لدعم المليشيات إعلاميًا وسياسيًا في الأروقة الدولية، كانت الجبهات في الداخل تعاني من حصار مزدوج يمنع الحسم العسكري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
| العامل المتغير | أثره على نفوذ المؤامرة ضد الشماليين |
|---|---|
| الجغرافيا الجبلية | صعوبة التحرك العسكري السريع وزيادة الكلفة البشرية والمادية. |
| الضغوط الدولية | تجميد العمليات العسكرية في اللحظات الحاسمة لاتفاقيات سياسية. |
| الدعم الخارجي | توفير غطاء سياسي ومالي للمليشيات لتعزيز بقائها في السلطة. |
يبقى الرهان الحقيقي على وعي الشعب اليمني في كشف زيف المعلومات التي تحاول تقسيم المجتمع وتفتيت الجبهة الوطنية الواحدة، فقد أثبتت التجارب أن استهداف فئة بعينها لا يخدم سوى المشاريع العنصرية التي تقتات على النزاعات الداخلية؛ لذا فإن إنصاف المقاومة الشمالية ورفض تحميلها مسؤولية التدخلات الإقليمية يعد خطوة ضرورية لاستعادة الدولة المختطفة.