أجر مضاعف.. موعد غرة الأيام البيض من شهر رجب وفضل صيامها للعام الهجري 1447

الآيام البيض في شهر رجب تمثل فرصة روحانية ثمينة يحرص المسلمون على التماس فضلها طلبا للأجر المنصوص عليه في السنة النبوية؛ إذ تعود تسمية هذه الأيام بهذا الوصف إلى هيئة القمر حين يكتمل ضياؤه في ليالي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري، مما يجعل ليلها مشرقا بالبياض كنهارها في مشهد طبيعي يربط العبادة بحركة الكون، وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها بانتظام وأوصى أصحابه بها كمنهاج تربوي وتعبدي يعزز الصلة بالله سبحانه وتعالى طوال العام.

الدلالة الدينية لصوم الآيام البيض في شهر رجب

يستند الاهتمام الشعبي والمؤسسي الديني إلى أحاديث صحيحة ترفع من قدر هذه العبادة، حيث أشار المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعادل في ثوابه صيام الدهر كاملا؛ نظرا لأن الحسنة تتضاعف لعشر أمثالها، وبذلك يصبح مجموع صيام هذه الأيام طوال العام مساويا لعدد أيام السنة في ميزان الحسنات، وهذا الفضل يتضاعف حين تقع الآيام البيض في شهر رجب الذي يعد من الأشهر الحرم التي يزداد فيها تعظيم الطاعات والتقرب إلى الخالق بالعبادات البدنية والروحية.

أثر الآيام البيض في شهر رجب على حياة المسلم

تؤكد دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الإسلامية أن الندب النبوي لصيام هذه الأيام يأتي ضمن حزمة من السنن المؤكدة التي تشمل صيام الست من شوال ويومي عرفة وعاشوراء، ويظهر التزام الصالحين بهذا الهدي في النقاط التالية:

• الامتثال للوصية التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم لعدد من الصحابة.
• تطهير النفس والجسد من خلال فريضة الصيام وتدريب الإرادة.
• الابتعاد عن النار بمقدار سبعين خريفا مقابل كل يوم صيام في سبيل الله.
• نيل الفرحة الكبرى يوم لقاء الله عز وجل كما ورد في الأثر النبوي.
• تحقيق التوازن النفسي بين متطلبات الجسد وروحانيات العبادة.

توقيت الآيام البيض في شهر رجب وتقويم الصيام

يجب على الراغبين في نيل الثواب تحري رؤية الهلال ودقة التقويم الهجري لتحديد الأيام الثلاثة بدقة، وفيما يلي توضيح للجدول الزمني المرتبط بهذه المناسبة:

ارتبطت هذه الفترة بالعديد من الأحاديث القدسية التي تؤكد أن الصوم عبادة خالصة يجزي الله بها بغير حساب؛ حيث يعتبر الصيام بابا مباشرا لنيل رضا الله بعيدا عن حظوظ النفس والرياء، وتظل الآيام البيض في شهر رجب محطة سنوية يجدد فيها المؤمن عهده مع العبادة باحثا عن السكينة التي ترافق الصائمين عند إفطارهم وعند لقاء ربهم يوم القيامة.