وزير الدفاع الإيطالي يحسم الجدل.. موقف الحكومة من استمرار مساعدات أوكرانيا العسكرية

المساعدات المقدمة لأوكرانيا تشكل محورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية الإيطالية الراهنة؛ حيث يسعى جويدو كروسيتو وزير الدفاع إلى تبديد كافة الشكوك التي تثار حول تماسك الائتلاف الحاكم في روما تجاه هذا الملف الحساس بالذات، مؤكدًا التزام بلاده الكامل بالجدول الزمني المحدد لتقديم الدعم العسكري واللوجستي اللازم قبل انقضاء العام الحالي دون أي عوائق سياسية تذكر.

توافق حكومي حول المساعدات المقدمة لأوكرانيا

أعلن وزير الدفاع الإيطالي بوضوح أن المشاورات الجارية بشأن صياغة مرسوم الدعم الجديد تجري في أجواء من الانسجام التام؛ إذ لا تعاني أروقة صناعة القرار في إيطاليا من أي انقسامات حقيقية تتعلق بمدى وحجم المساعدات المقدمة لأوكرانيا خلال المرحلة المقبلة، وتأتي هذه التصريحات الحاسمة خلال جولة تفقدية أجراها الوزير للقوات الإيطالية العاملة ضمن مظلة حلف شمال الأطلسي في قاعدة نوفو سيلو البلغارية؛ ليرسل رسالة طمأنة للداخل والخارج بأن التزامات روما الدولية لا تزال قائمة وثابتة بعيدًا عن المناكفات الحزبية التي قد يتصورها البعض في المشهد السياسي الإيطالي الحالي.

الجدول الزمني وتفاصيل دعم إيطاليا لكييف

تشير المعطيات الحالية إلى أن السلطات المختصة تعكف على إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة لاعتماد المرسوم الذي سيمهد الطريق لاستمرار تدفق الإمدادات العسكرية بموافقة جميع أطراف الحكومة؛ حيث تم تحديد موعد التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري للكشف عن مضمون الوثيقة القانونية التي تنظم شكل المساعدات المقدمة لأوكرانيا، وتتضمن العملية اللوجستية عدة جوانب تقنية تضمن وصول الدعم في وقته المناسب؛ مما يعكس الالتزام الإيطالي بالمشاركة الفعالة في الجهود التي يقودها الناتو لتأمين الاحتياجات الدفاعية الضرورية، ويمكن تلخيص أبرز ملامح التحرك الإيطالي في النقاط التالية:

• إصدار مشروع المرسوم رسميًا قبل نهاية ديسمبر الحالي.
• تجاوز كافة العقبات الإدارية داخل مجلس الوزراء.
• الاستمرار في تزويد الجانب الأوكراني بالمعدات الدفاعية المتفق عليها.
• التنسيق الوثيق مع الحلفاء في قاعدة نوفو سيلو ببلغاريا.
• تأكيد السيادة الإيطالية في اتخاذ قرارات التسلح الخارجية.

تأثيرات المساعدات المقدمة لأوكرانيا على النشاط العسكري

توضح التقارير الصادرة عن وكالة أنسا الإيطالية أن التحركات الميدانية لوزير الدفاع تعكس رغبة روما في ربط قراراتها السياسية بالواقع العسكري على الأرض؛ فالتواجد في بلغاريا يمنح المسؤولين الإيطاليين رؤية أعمق حول كيفية توزيع المساعدات المقدمة لأوكرانيا وتأثيرها المباشر على توازنات القوى في المنطقة، وتهدف هذه الزيارات إلى رفع الروح المعنوية للقوات الإيطالية مع التأكيد على أن الموقف الرسمي الصادر من العاصمة الإيطالية لا يقبل التأويل فيما يتعلق بمساندة الحلفاء وتوفير كافة الإمكانات المتاحة لتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال قنوات شرعية وقانونية واضحة المعالم.

تظل السياسة الدفاعية الإيطالية متمسكة بمسارها الذي رسمته منذ بداية الأزمة؛ حيث يعكس المرسوم المنتظر قدرة الحكومة على إدارة ملف المساعدات المقدمة لأوكرانيا بمهنية عالية، ويبدو أن الأيام المتبقية من العام ستشهد تحركات مكثفة لضمان انتقال الدعم المقر دون تأخير؛ مما يعزز من مكانة إيطاليا كشريك استراتيجي فاعل وموثوق في المنظومة الأمنية الأوروبية.