كوكب الشرق جسدت روح الفلاحة المصرية الأصيلة التي لم تفارقها حتى وهي تتربع على عرش الغناء العالمي؛ إذ تميزت بشخصية بنت البلد التي تمزج بين الهيبة والوقار وبين خفة الظل النادرة التي جعلتها قريبة من قلوب الجماهير بمختلف طبقاتهم الاجتماعية. كانت تمتلك ذكاء فطريا يجعلها حاضرة الذهن في كل المواقف؛ حيث لم تكن تكتفي بالغناء الطربي بل كانت تدير الجلسات والمواقف ببديهة حاضرة وسخرية ذكية تعكس طبيعة الشخصية المصرية التي تعشق الفكاهة والبهجة مهما بلغت مكانتها الرسمية.
تأثير كوكب الشرق على المواقف اليومية بفكاهتها
اشتهرت السيدة بلقب كوكب الشرق الذي لم يمنعها من إلقاء النكات والقفشات حتى مع كبار الشعراء والأدباء؛ فقد كانت علاقتها بالشاعر أحمد رامي تتسم بمودة خاصة سمحت لها بمداعبته حين سألته عن اسم ابنه الذي كان يلقبه بتوحة، وعندما أجاب رامي بأن اسمه توحة رامي لم تفوت المطربة الفرصة لتمزج بين العربية والإنجليزية قائلة بتعجب ضاحك تو حرامي؛ في إشارة منها إلى الرقم اثنين باللغة الإنجليزية مع دمجها بكلمة رامي لتصيب الحضور بنوبة من الضحك العفوي الذي ميز مجالسها الخاصة.
مواقف وثقتها الصحافة حول كوكب الشرق وظرفها
رصدت الصحافة الفنية قديما جوانب خفية من حياة كوكب الشرق الاجتماعية؛ حيث سجلت مجلة الكواكب وقائع طريفة حدثت خلف الكواليس أو على خشبة المسرح مباشرة، ومن أبرز تلك المواقف ما يلي:
- استغلال المقاطع الغنائية لمداعبة الحضور مثل واقعة الصحفي صالح البهنساوي.
- التعليق الساخر على تأخر معدات التصوير أثناء العمل في السينما.
- سرعة الرد على الفنيين والمصورين بأسلوب تهكمي يزيل توتر العمل.
- إدراك الرسائل المبطنة في ألحان الملحنين الشباب ومواجهتهم بها.
- القدرة على تحويل المواقف الجادة إلى لحظات من المرح الإنساني البسيط.
ذكاء كوكب الشرق في مواجهة صناع الألحان
| الموقف | التفاصيل |
|---|---|
| مع بليغ حمدي | سخرت من استخدام ألحانه كرسائل حب لوردة |
| في فيلم عايدة | تعليق ساخر على تأخر كشاف الإضاءة المسمي بالبيبي |
| مع الصحفيين | توظيف كلمات الأغاني لإحراج المتأخرين بلطف |
بلغ ذكاء كوكب الشرق ذروته في فهم ما وراء الألحان التي قدمها الملحن بليغ حمدي؛ إذ شعرت أن مقدمات أغاني مثل سيرة الحب وأنساك لم تكن إلا خطابات عاطفية موجهة للفنانة وردة، فواجهته بجرأة وخفة دم قائلة إنها لن تكون مجرد كوبري لتوصيل مشاعره؛ مما يعكس قدرة استثنائية على قراءة المشاعر والأحداث الجارية حولها بأسلوب فني ساخر لا يجرح أحدا بل يضفي روحا من الألفة والود في وسط فني امتاز بالصراعات والشخصيات القوية.
ظهرت كوكب الشرق دائما في صورة السيدة القوية والمرحة في آن واحد؛ حيث استغلت قصر قامة الصحفي صالح البهنساوي لتداعبه من فوق المسرح أثناء غنائها لمقطع يطولوك يا ليل ويقصروك يا ليل، فكانت تلاحقه بنظراتها عند كلمة القصر وسط ضحكات الجمهور؛ لتظل سيرتها العطرة مرتبطة دائما بابتسامة مصرية لا تغيب.