مشروع دولة التلاوة.. وزير الأوقاف يطلق أولى خطوات تجديد الخطاب الديني بمصر

دولة التلاوة تمثل انطلاقة حقيقية لجهود وزارة الأوقاف المصرية في مسار تطوير الفكر الدعوي، حيث استعرض الدكتور أسامة الأزهري خلال ندوة بمؤسسة الأهرام تفاصيل هذا النجاح الكبير، مؤكدًا أن البرنامج لم يكن مجرد مسابقة قرآنية عابرة؛ بل هو رؤية شاملة لربط الجيل الجديد بالقرآن الكريم من خلال أدوات عصرية جذابة.

أثر نجاح دولة التلاوة في تجديد الخطاب الديني

تحول برنامج دولة التلاوة إلى ظاهرة إعلامية غير مسبوقة بعد أن تجاوزت مشاهداته حاجز المليار مشاهدة عبر المنصات الرقمية المختلفة؛ وهو ما يعكس تعطش الجمهور المصري لتقديم المحتوى الديني بأسلوب جمالي وفني رفيع، وقد أشار الوزير خلال الندوة إلى أن هذا العمل يمثل استجابة عملية لدعوات القيادة السياسية بضرورة تطوير لغة التخاطب مع المجتمع؛ إذ نجح البرنامج في جمع الأسرة المصرية بمختلف فئاتها العمرية حول الشاشة لمتابعة أصوات ندية تجمع بين التمكن من علوم القراءات والجمال الصوتي، مما أثبت أن القيم الأصيلة قادرة على جذب الجمهور إذا قُدمت بشكل إبداعي.

كواليس التحضير وكيفية اختيار متسابقي دولة التلاوة

استغرق الإعداد لهذا المشروع الضخم قرابة عام ونصف من العمل المتواصل بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؛ لضمان خروج العمل بصورة تليق بمكانة مصر التاريخية، وقد مرت عملية اختيار النماذج المشاركة بعدة مراحل دقيقة لضمان أعلى مستويات الكفاءة:

• بدء المنافسات بمشاركة نحو 14 ألف متسابق من كافة محافظات الجمهورية.
• إجراء تصفية أولية من خلال لجنة تحكيم متخصصة اختارها وزير الأوقاف بعناية.
• تقليص العدد إلى 300 متسابق خضعوا لاختبارات مكثفة في أكاديمية الأوقاف الدولية.
• اختيار 32 متسابقًا فقط للمرحلة النهائية التي ظهرت في الحلقات التلفزيونية.
• مشاركة كبار علماء الأزهر الشريف في لجان التحكيم لضمان الدقة والأمانة العلمية.

تكامل الأدوار في إنتاج مشروع دولة التلاوة

أكد المسؤولون في الشركة المتحدة أن برنامج دولة التلاوة استطاع كسر الصورة النمطية للبرامج الدينية التقليدية؛ وذلك من خلال الاعتماد على تقنيات إخراجية حديثة وبناء بصري مبهر، ولم يعد البرنامج الديني مجرد فقرة وعظية؛ بل صار منافسًا قويًا في خريطة البرامج الأكثر مشاهدة، وهو ما تظهره التفاصيل التالية في مسيرة العمل:

يعكس التكريم الذي حظي به وزير الأوقاف في مؤسسة الأهرام حجم التقدير المجتمعي لمبادرة دولة التلاوة التي أعادت للجمهور ثقته في قدرة المؤسسة الدينية على الابتكار؛ فالتجربة أثبتت أن الحفاظ على التراث لا يتناقض مع الحداثة، بل إن الاستثمار في المواهب الشابة هو الضمانة الحقيقية لاستدامة التأثير الروحي والثقافي في المستقبل.