الاستحمام بالماء البارد في الشتاء قد يبدو للبعض وسيلة لاستعادة النشاط أو زيادة اليقظة؛ إلا أن الخبراء يطلقون تنبيهات جدية لمواجهة الآثار الجانبية المترتبة على هذه العادة اليومية، حيث تزداد المخاطر الصحية المرتبطة بعضلة القلب ومستويات ضغط الدم وتوازن رطوبة الجلد الطبيعية، مما يجعل من الضروري مراجعة هذا السلوك خاصة مع انخفاض درجات الحرارة.
المخاطر الصحية المرتبطة بـ الاستحمام بالماء البارد في الشتاء
يتسبب التعرض المفاجئ للمياه ذات الحرارة المنخفضة في حدوث انقباضات فجائية وشديدة في الأوعية الدموية؛ وهو ما يمنح المرء شعورا زائفا بالانتعاش ولكنه في الحقيقة يضعف وظائف الجلد الدفاعية، ويؤدي تكرار الاستحمام بالماء البارد في الشتاء إلى جفاف البشرة بشكل حاد ويزيد من احتمالات التهابها نتيجة فقدان الزيوت الطبيعية التي تحمي المسام، كما تظهر مشكلات صحية أكثر تعقيدا بالنسبة للأشخاص الذين يمتلكون تاريخا مرضيا مع الحساسية الجلدية أو التهابات الجلد التأتبي؛ حيث تزداد الأعراض حدة وتفقد البشرة قدرتها على حبس الرطوبة الداخلية للتعامل مع جفاف الجو المحيط.
تأثيرات الاستحمام بالماء البارد في الشتاء على وظائف القلب
تعد الفئات التي تعاني من أمراض مزمنة هي الأكثر عرضة للتهديدات الناتجة عن الاستحمام بالماء البارد في الشتاء؛ إذ يشير المختصون إلى أن الصدمة الحرارية الناتجة عن ملامسة الماء البارد للجسم ترفع وتيرة ضربات القلب بشكل غير منتظم، ويؤدي هذا الضغط المفاجئ إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم؛ مما قد يتسبب في مضاعفات خطيرة لكبار السن أو من يعانون من ضعف في عضلة القلب نتيجة نقص كميات الدم المندفعة في الشرايين، وتتمثل أبرز أعراض الصدمة الباردة في الجدول التالي:
| العرض المرضي | طبيعة التأثير |
|---|---|
| سرعة التنفس | صعوبة التحدث والشعور باللهاث المستمر. |
| إيقاع القلب | زيادة نبضات القلب بشكل مفاجئ وغير مستقر. |
| الحالة النفسية | الشعور بالتوتر الشديد أو الذعر اللحظي. |
| التوازن الحركي | الإحساس بالدوار أو فقدان الاتزان الجزئي. |
عادات تتأثر بظاهرة الاستحمام بالماء البارد في الشتاء
تتعدد الانعكاسات السلبية التي تظهر على الفرد عند إهمال التحذيرات الطبية، حيث يساهم الاستحمام بالماء البارد في الشتاء في إضعاف المناعة الموضعية للجلد وتغيير استجابة الجسم للمؤثرات الخارجية؛ ويمكن تلخيص العوامل المتأثرة بهذه العادة في النقاط التالية:
- ضعف تدفق وسريان الدم في الأطراف والمناطق الحيوية.
- إرهاق عضلة القلب نتيجة المجهود المضاعف لرفع حرارة الجسم.
- خسارة الزيوت المرطبة التي تفرزها المسام بشكل طبيعي.
- زيادة فرص التوتر العضلي والعصبي نتيجة رد الفعل الانعكاسي.
- تفاقم حالات جفاف الجلد وظهور القشور المزعجة.
يؤكد الدكتور أمجد الحداد على ضرورة الابتعاد عن الاستحمام بالماء البارد في الشتاء وتفضيل المياه الفاترة لضمان سلامة الدورة الدموية، فالهدف الأساسي يجب أن يتركز على حماية حاجز البشرة وعدم إجهاد القلب تحت وطأة البرودة القاسية؛ لأن الوقاية من تذبذب ضغط الدم وحماية الجلد من الجفاف تظل الأولوية القصوى خلال أشهر البرد لتجنب أي أزمات صحية مباغتة.