شهب الدبيات تزين سماء المنطقة العربية في مشهد فلكي رائع ينتظره عشاق الفلك مع اقتراب نهاية عام 2025، حيث تصل هذه الظاهرة إلى ذروتها في ليلة الثاني والعشرين من ديسمبر؛ لترسم خطوطا ضوئية تتناغم مع بداية فصل الشتاء فلكيا، مما يوفر فرصة مثالية لمراقبة آخر الأحداث السماوية البارزة في العام الحالي.
توقيت ومكان ظهور شهب الدبيات في السماء
تعتبر هذه المناسبة فرصة نادرة لمراقبة الجزيئات الغبارية التي يحترق بعضها عند ملامسة الغلاف الجوي للأرض؛ إذ تنشأ شهب الدبيات من بقايا وفتات المذنب الدوري توتل الذي يترك خلفه مسارا غباريا تتقاطع معه الكرة الأرضية خلال دورتها السنوية، وتحدث عملية الاحتراق هذه على ارتفاعات شاهقة تصل أحيانا إلى مئة وعشرين كيلومترا عن سطح الأرض، مما يفسر الومضات البراقة التي نراها بالعين المجردة في الليالي الصافية؛ فيما يوضح الفلكيون أن هذه الزخة ارتبطت اسميا بكوكبة الدب الأصغر لأن مسارات الضوء تبدو وكأنها تنطلق من ذلك الاتجاه الشمالي، وهو ما يجعل مراقبتها يسيرة لمن يحدد موقع نجم القطب في قبة السماء ليلا.
العوامل المؤثرة في رصد شهب الدبيات بوضوح
تعتمد جودة المشاهدة على عدة معايير بيئية وفلكية تساهم في رؤية الشهب بشكل أكثر دقة وتحديدا خلال ساعات الليل المتأخرة؛ ولضمان الحصول على رؤية واضحة لمسارات شهب الدبيات المضيئة، يجب مراعاة النقاط التالية:
- الابتعاد تماما عن مراكز التلوث الضوئي وإضاءة المدن الصاخبة.
- اختيار مساحات مفتوحة تتيح رؤية الأفق الشمالي دون عوائق عمرانية.
- التحقق من حالة الطقس لضمان خلو السماء من السحب الكثيفة أو الغبار.
- الانتظار حتى انتصاف الليل حيث تبدأ نقطة الإشعاع في الارتفاع.
- تجنب استخدام الهواتف الذكية للحفاظ على تكيف العين مع الظلام.
مميزات مشاهدة شهب الدبيات لهذا العام
يتسم الرصد في الموعد المرتقب بميزة استثنائية تتمثل في وضعية القمر الاستراتيجية؛ حيث يكون القمر في طور الهلال ويغيب مبكرا، ما يترك السماء في حالة من العتمة الشاملة التي تبرز ضوء شهب الدبيات الخافت بطبعه، ويقدر الخبراء معدل التساقط بنحو عشرة شهب في الساعة الواحدة، وهو معدل قد يزيد أو ينقص بناء على دقة الموقع الجغرافي وجودة الرؤية؛ ولتسهيل فهم الفوارق بين هذه الظاهرة وغيرها، يمكن النظر في الجدول التالي:
| وجه المقارنة | التفاصيل الفنية |
|---|---|
| المصدر الأم | المذنب الدوري توتل 8P |
| معدل التساقط | من 5 إلى 10 شهب في الساعة |
| نقطة الإشعاع | مجموعة كوكبة الدب الأصغر |
| أفضل وقت | من منتصف الليل حتى الفجر |
تستمر شهب الدبيات في الارتفاع تدريجيا باتجاه القطب الشمالي طوال الليل، مما يجعلها ظاهرة حول قطبية لا تغيب عن الأنظار في أغلب البلدان العربية؛ ويعد هذا الحدث الفلكي بمثابة وداع بصري مميز لأحداث رصد الأجرام السماوية قبل استقبال العام الجديد، حيث يمتزج هدوء الشتاء بجمال الأضواء الساقطة من أعماق الفضاء الخارجي بعيدا عن ضجيج الحياة اليومية.