نصائح السوشيال ميديا الطبية تفرض واقعا مقلقا يتطلب يقظة تامة من أولياء الأمور لتجنب منزلقات صحية قد تكون عواقبها وخيمة على صغارهم؛ إذ يرى الخبراء أن الانجراف خلف المقاطع المرئية الجذابة يغيب الوعي بضرورة الفحص السريري المباشر، مما يجعل من اتباع هذه التوجيهات الرقمية دون تمحيص دقيق مغامرة غير محسومة النتائج.
مخاطر الاعتماد على نصائح السوشيال ميديا الطبية في العلاج
تتزايد التحذيرات من قبل المتخصصين حول الأثر السلبي الذي تتركه نصائح السوشيال ميديا الطبية عندما يتم تداولها كحقائق مطلقة؛ حيث يؤكد الدكتور محمد رافض، استشاري طب الأطفال من العاصمة الأردنية عمّان، أن الكثير من هذه المواد التفاعلية تستهين بأعراض مرضية قد تتطلب تدخلا طبيا فوريا؛ كما أن أسلوب العرض السريع والمبهر بصريا يسوق للمشاهدين حلولا علاجية تبدو سهلة وبسيطة لكنها تفتقر إلى الأساس العلمي الرصين، وهو ما يدفع العائلات إلى تطبيق وصفات أو تجارب علاجية قد لا تتناسب مطلقا مع الظرف الصحي الخاص بأطفالهم أو أعمارهم المختلفة.
المعايير اللازمة لفلترة نصائح السوشيال ميديا الطبية
يتوجب على الأهالي التوقل بدقة قبل تبني أي فكرة طبية، إذ إن التمييز بين تخصصات مقدمي المحتوى يعد الركيزة الأولى للأمان الصحي؛ فالطبيب وحده هو من يملك الصلاحية المهنية لتشخيص الحالة المرضية وتحديد مسارات الدواء، في حين تنحصر مهام أخصائيي التغذية في تقديم إرشادات الغذاء فقط دون التطرق للأمراض؛ وتبرز أهمية الوعي بالتفاصيل التالية عند متابعة المحتوى الرقمي:
- التحقق من المؤهلات العلمية الموثقة لصاحب المقطع المنشور.
- إدراك أن الحالات المرضية لدى الأطفال لا يمكن تعميم علاجها.
- الابتعاد عن تجربة أدوية الاستفراغ أو المسكنات دون كشف سريري.
- الانتباه إلى أن إخفاء الأعراض بالمسكنات قد يشوه التشخيص الحقيقي.
- التفريق بين النصيحة العامة وبين البروتوكول العلاجي الخاص.
- رفض أي توصيات تدعو لاستخدام بدائل عشبية مجهولة المصدر.
تداعيات نصائح السوشيال ميديا الطبية على الحالات الحرجة
إن التساهل في تطبيق نصائح السوشيال ميديا الطبية بخصوص أدوية خفض الحرارة أو آلام البطن قد يؤدي إلى نتائج كارثية، فالمشكلة تكمن في أن بعض الأدوية الشائعة تعمل على تمويه العوارض الأساسية لأمراض خطيرة وبحاجة لجراحة عاجلة؛ ومن الأمثلة التي ساقها الدكتور رافض في حديثه عبر قناة القاهرة الإخبارية هي حالات انسداد الأمعاء أو التهاب الزائدة الدودية التي تضيع فرصة علاجها المبكر بسبب استخدام مسكنات روجت لها المنصات الاجتماعية.
| نوع الممارسة | الخطر المحتمل |
|---|---|
| إعطاء أدوية الحرارة دون تشخيص | إخفاء التهابات بكتيرية حادة |
| وصفات علاج آلام البطن الرقمية | التأخر في اكتشاف الزائدة الدودية |
| تعميم تجارب الأمهات الشخصية | تفاعلات دوائية غير آمنة للطفل |
يبقى التشخيص الدقيق هو حجر الزاوية لكل رحلة شفاء ناجحة بعيدا عن ضجيج النصائح الرقمية العشوائية؛ فالحذر من تلك الرسائل المتطايرة عبر الهواتف يحمي الأجيال الجديدة من أخطاء طبية كان يمكن تلافيها بزيارة بسيطة لعيادة المتخصص، ليبقى دور الطبيب هو المرجعية الأولى التي لا غنى عنها في صيانة الصحة العامة.