أربعينية الشتاء هي تلك الحقبة الزمنية التي تمتد لأربعين يوما وترتبط في الأذهان بانخفاض حاد في درجات الحرارة؛ حيث تبدأ هذه الفترة الفلكية مع حلول الانقلاب الشتوي في أواخر شهر ديسمبر من كل عام، وتعد بمثابة الاختبار الحقيقي لقدرة الإنسان والمحيط البيئي على تحمل أقسى موجات الصقيع التي تشهدها المنطقة العربية طوال الموسم.
خصائص المناخ المرتبطة بمرحلة أربعينية الشتاء
تتسم هذه الأيام بملامح مناخية ثابتة عبر العصور تجعلها تكتسب مكانة خاصة في حسابات الفلك والمزارعين على حد سواء؛ إذ تهبط الكتل الهوائية القطبية لتستقر فوق اليابسة وتؤدي إلى تجمد الندى على أوراق الشجر في الساعات الأولى من الصباح؛ كما يشهد الغلاف الجوي حالة من الاستقرار الذي يسبق العواصف أحيانا مما يسمح بركود الأكسجين البارد قريبا من سطح الأرض.
تأثير أربعينية الشتاء على الموروث الشعبي والزراعي
لم يتوقف الاهتمام بهذه المدة عند رصد حالة الطقس فقط بل تحولت أربعينية الشتاء إلى أيقونة في الأمثال العربية القديمة؛ حيث كان الأجداد يؤرخون بها مواسم حرث الأرض وبذر الحبوب التي تحتاج إلى ري هادئ وطويل الأمد لضمان الانبات الجيد؛ وتوضح النقاط التالية أهم العناصر التي تميز هذه الحقبة من الناحية البيئية:
- انخفاض معدلات الرطوبة الجوية وزيادة جفاف الرياح السطحية.
- تساقط الأمطار التي تسمى بالديم وهي أمطار مستمرة بلا رعد أو برق.
- تشكل طبقات من الجليد أو الصقيع في المناطق الجبلية والبادية.
- بدء انصراف الشمس تدريجيا مما يزيد من ساعات النهار ببطء شديد.
- توقف نمو بعض النباتات مؤقتا لتدخل في مرحلة السكون الشتوي.
تدابير الوقاية من صقيع أربعينية الشتاء
يتطلب التعامل مع قسوة الجو في هذه الفترة اتخاذ خطوات عملية تمنع الآثار السلبية للبرد على الصحة العامة أو الممتلكات الزراعية؛ ولخص الخبراء والمهتمون بالتراث المناخي مجموعة من الإجراءات الوقائية الضرورية التي تم جمعها في الجدول التالي للمقارنة بين المخاطر والحلول المتاحة:
| نوع الخطر | الإجراء الوقائي المقترح |
|---|---|
| تجمد المحاصيل | اعتماد طريقة الري الرذاذي لرفع الحرارة |
| جفاف الجلد الشديد | الإكثار من شرب المياه واستخدام المرطبات |
| إصابات الجهاز التنفسي | تغطية الأنف والفم عند الخروج في الصباح |
تظل هذه الأيام بمثابة الروح الحقيقية لفصل الشتاء بما تحمله من هدوء في حركة الرياح وعمق في تساقط المياه على التربة؛ ومع أنها تمثل تحديا كبيرا للأجسام الضعيفة وللقطاع الزراعي إلا أنها تبقى الممهد الأساسي لعودة الحياة في فصل الربيع المقبل الذي ينتظر ارتواء الأرض من خيرات هذه المدة الباردة.