زيارة نتنياهو إلى مارالاجو تعد المحطة الأبرز في المشهد السياسي الراهن؛ حيث يترقب المراقبون هذا اللقاء الدبلوماسي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي في منتجع مارالاجو الشهير، ويمثل هذا الاجتماع نقطة انطلاق جوهرية تتجاوز مجرد العلاقات الرسمية لتدخل في صلب الترتيبات الانتخابية.
أبعاد اللقاء المرتقب خلال زيارة نتنياهو إلى مارالاجو هذا الأسبوع
تأتي زيارة نتنياهو إلى مارالاجو في توقيت بالغ الحساسية؛ فهي تمثل عمليًا الفصل الأول في خطة رئيس الوزراء الرامية لتأمين مستقبله السياسي قبل انتخابات عام 2026، ويعول الليكود بشكل أساسي على الدعم الكبير الذي يقدمه الرئيس الأمريكي لترميم صورة الائتلاف الحاكم التي اهتزت بشدة نتيجة الأزمات المحلية المتراكمة؛ حيث يسعى نتنياهو من خلال هذا الوجود الدبلوماسي القوي في واشنطن إلى تجاوز تداعيات أحداث أكتوبر السابقة وتحويل الأنظار عن القضايا المتعلقة بالميزانية الداخلية وتجنيد الحريديم التي تسببت في تصدعات واضحة داخل حكومته الحالية.
أهداف استراتيجية ترتبط مباشرة بـ زيارة نتنياهو إلى مارالاجو المرتقبة
تتمحور استراتيجية القيادة الإسرائيلية حول تحويل هذه الزيارة إلى مكاسب ملموسة تعيد تقديم بنيامين نتنياهو في ثوب رجل الدولة العالمي القادر على جلب الدعم الاستثنائي، وتظهر البيانات أن شعبية الإدارة الأمريكية في الشارع الإسرائيلي تتجاوز بكثير نسب تأييد الحكومة المحلية؛ مما يجعل التحالف مع واشنطن وسيلة فعالة لجذب الأصوات الانتخابية، ومن أبرز الملفات التي تراهن عليها السلطة الإسرائيلية في هذا السياق ما يلي:
- العمل على توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام لتشمل دولًا إقليمية كبرى وتحقيق تطبيع تاريخي.
- الحصول على تأييد صريح وضوء أخضر للتعامل العسكري مع الملفات الحساسة خاصة المنشآت النووية وتحديات طهران.
- استخدام الدعم المعنوي والقانوني الذي يقدمه الحلفاء في واشنطن لمواجهة قضايا الفساد الداخلية وتحصين المركز السياسي.
- الترويج المشترك لجوائز عالمية لتعزيز فكرة صانعي السلام كجزء من الحملة الدعائية المقبلة.
- تحييد الضغوط التي يمارسها الجناح اليميني المتشدد من خلال مكاسب خارجية كبرى تخرس أصوات المعارضة.
تحديات الواقع وأثر زيارة نتنياهو إلى مارالاجو على الداخل الإسرائيلي
رغم الزخم الذي توفره زيارة نتنياهو إلى مارالاجو والتحالف الوثيق مع القيادة الأمريكية؛ فإن تعقيدات الواقع الميداني لا تزال تشكل حجر عثرة أمام الطموحات السياسية المطلقة، فما تزال الهدنة في غزة معرضة للانهيار في أي لحظة؛ فضلًا عن الحذر الذي تبديه القوى الإقليمية تجاه أي تحركات قد تؤدي إلى عدم الاستقرار، ويوضح الجدول التالي أهمية الأدوار والملفات المطروحة:
| المملف الأساسي | النتائج المتوقعة |
|---|---|
| العلاقة مع واشنطن | تعزيز الشرعية الدولية وترميم الشعبية الداخلية |
| الملف الإيراني | تنسيق أمني وعسكري عالي المستوى لضرب الأهداف |
| التطبيع الإقليمي | تغيير وجه الشرق الأوسط وجذب استثمارات ضخمة |
تظل التحالفات الخارجية ورقة رابحة في يد رئيس الوزراء لكنها لا تمنح ضمانات نهائية في بيئة سياسية منقسمة بشدة؛ حيث يراقب الجمهور الإسرائيلي نتائج هذه التحركات بتركيز عالٍ، ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية ستحدد الأيام المقبلة مدى نجاح هذه المناورات الدبلوماسية في تثبيت مقعد القيادة وتشكيل ملامح المرحلة القادمة في المنطقة برمتها.