مرض الجنف يعد واحدا من أكثر التحديات الصحية الصامتة التي تواجه المراهقين في مراحل نموهم الحرجة؛ إذ يشير الأطباء إلى أن طفلًا بين كل ثلاثين طالبًا قد يعاني من اعوجاج في فقرات الظهر دون ملاحظة واضحة من الأسرة؛ مما يضع ملايين الأطفال حول العالم في مواجهة خطر تشوهات القوام الدائمة.
تأثير مرض الجنف على صحة المراهقين
تظهر خطورة مرض الجنف في كونه يصيب العمود الفقري بانحناءات جانبية تتخذ شكل حرفي S أو C؛ حيث تؤكد الإحصاءات الطبية أن الغالبية العظمى من الحالات تظهر لأسباب غير معروفة علميًا حتى الآن؛ وتزداد حدة الإصابة لدى الفتيات اللواتي يواجهن احتمالات أكبر لتطور الانحراف لمستويات تتطلب رعاية طبية خاصة؛ لا سيما وأن الفئة العمرية ما بين عشر سنوات وست عشرة سنة هي الأكثر عرضة لظهور هذه الأعراض المفاجئة؛ وذلك لتزامنها مع طفرة النمو السريع التي يمر بها جسم المراهق في تلك المرحلة الحساسة.
معايير طبية لتشخيص حالات مرض الجنف
يعتمد المختصون في جراحة العظام والعمود الفقري على قياسات دقيقة لتحديد مسار العلاج اللازم؛ حيث تختلف شدة مرض الجنف وطريقة التعامل معه بناءً على درجة ميلان الفقرات التي يتم رصدها عبر صور الأشعة؛ ويمكن توضيح بروتوكولات التعامل المتبعة في الجدول التالي:
| درجة الانحراف | الإجراء الطبي المتبع |
|---|---|
| أقل من 25 درجة | المراقبة الدورية والفحص كل 6 أشهر |
| بين 25 و40 درجة | استخدام الأحزمة الطبية والعلاج التحفظي |
| أكثر من 40 درجة | التدخل الجراحي لتصحيح وضع الفقرات |
دور العلاج الطبيعي في مواجهة مرض الجنف
تقدم التقنيات الحديثة في التأهيل الطبي حلولًا فعالة لتقليل الحاجة إلى العمليات الجراحية المعقدة؛ إذ تبرز برامج العلاج الطبيعي المتخصصة مثل طريقة شروث كخيار علاجي يعتمد على تمارين ثلاثية الأبعاد وتقنيات تنفسية مخصصة؛ وتهدف هذه المنهجية إلى تحسين المظهر العام للقوام وتقليل تطور الميلان في العمود الفقري؛ خاصة وأن الإهمال قد يؤدي في الحالات المتقدمة إلى ضغوط كبيرة على الرئتين والقلب حين يتجاوز الانحناء ستين درجة؛ ولضمان الحماية يمكن اتباع الإرشادات التالية:
- مراقبة ثبات واستقامة الأكتاف بشكل دوري أمام المرآة.
- ملاحظة أي بروز غير طبيعي في عظام القفص الصدري أو الظهر.
- الاهتمام بالشكوى المستمرة من آلام الظهر عند الوقوف لفترات طويلة.
- إجراء كشف دوري لدى استشاري جراحة العمود الفقري خلال سنوات المراهقة.
- تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني الذي يدعم قوة العضلات المحيطة بالفقرات.
يبقى التشخيص المبكر هو حجر الزاوية في حماية مئات الآلاف من الشباب؛ حيث يتطلب مرض الجنف يقظة دائمة من الوالدين لملاحظة التغيرات الجسدية الطفيفة؛ فالالتزام بالفحوصات المستمرة والتمارين التصحيحية يضمن تفادي التعقيدات الصحية؛ مما يمهد الطريق أمام الأجيال القادمة للتمتع بجسد سليم وقدرة بدنية كاملة بعيدًا عن مخاطر التشوهات العظمية المزمنة.